محادثات سودانية إثيوبية حول الحدود المشتركة وإقليم سد النهضة
شهدت مدينة أصوصا الإثيوبية جلسة محادثات حول تطوير العلاقات الحدودية بين إقليم النيل الأزرق السوداني، وإقليم بني شنقول الإثيوبي «إقليم سد النهضة».
اتفاقية جوبا لسلام السودان
وأكد حاكم النيل الأزرق، أحمد العمدة بادي، أهمية العمل المشترك مع الجانب الإثيوبي في مجال إجراءات تسهيل عودة النازحين واللاجئين، عقب توقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان ومكاسبها المختلفة في مقدمتها الحكم الذاتي.
وأشاد بادي في كلمة بالجلسة الافتتاحية للمحادثات التي جرت بفندق “المامبو” بمبادرة حكومة إقليم بني شنقول ودعوتها لحكومة إقليم النيل الأزرق للمشاركة في المؤتمر، كما أشاد بمواقف الحكومة الإثيوبية على المستوى الفيدرالي والشعب الإثيوبي.
وقال بادي إن المؤتمر ينعقد في وقت تشهد فيه المنطقة تعقيدات عديدة نأمل أن تحل بحكمة وسلام.
إقليم بني شنقول الإثيوبي
ودعا لبذل المزيد من الجهود وذلك بالتنسيق المشترك بين حكومتي الإقليمين للتعاون في المجالات كافة، الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأهمية إعتماد منهج الحوار في سبيل إدارة القضايا العالقة.
من ناحيته قال حاكم إقليم بني شنقول الإثيوبي، الشاذلي حسن، إن دعم مبادئ حسن الجوار تجئ في مقدمة أولويات السياسة الخارجية لدولة إثيوبيا، مشيرأ للجهود المستمرة للحكومة الإثيوبية في إنجاح الفترة الانتقالية بالسودان، وتناول التحديات التي تواجه مسيرة الاستقرار بالمنطقة وفي مقدمتها القضايا الصحية والأمن الغذائي.
وعلى الجانب الأخر كان المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، علق على الأحداث الأخيرة في إثيوبيا، والأنباء حول رغبة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في الاستقالة، وقضية سد النهضة.
الشعب السوداني
وقال "فيلتمان" في مقابلة مع قناة الحرة ردًّا على سؤال حول الدور الأمريكي في تحقيق الديمقراطية بالسودان: إن واشنطن "اتجهت لتطبيع العلاقات مع السودان ما سمح لنا بلعب دور من ناحية النفوذ والانخراط مع السودانيين وهو ما لم نفعله لعقود، واستعدنا دورنا في المؤسسات الدولية للإفراج عن أموال يحتاجها الشعب السوداني، وقدمنا المساعدات الإنسانية".
وعن الموقف الأمريكي حال أقدم حمدوك على الاستقالة ما يعني عدم وجود رئيس وزراء مدني، قال فيلتمان إن واشنطن على اتصال به وهو "يشعر بالإحباط مع محاولته التحرك للأمام في العديد من القضايا والترويج لانتقال يؤدي لحكومية مدنية".
إقامة إجبارية
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن حمدوك "لاعب مهم جدًّا، ويمثل ثقل الجانب المدني في ترتيبات الانتقال".
ويحتج السودانيون على "الانقلاب" الذي أدى إلى وضع رئيس الوزراء في الإقامة الجبرية، ثم توقيعه على اتفاق مع الجيش أعاده إلى منصبه.
وقال حمدوك: إنه وقَّع الاتفاق من أجل وضع حد لإراقة الدماء والحفاظ على الإنجازات الاقتصادية.
وعن الخطوة الأمريكية التالية بعد إعلان قوات تيجراي التي تقاتل الحكومة الإثيوبية الانسحاب من بعض المناطق الشمالية، قال إن الولايات المتحدة شعرت "بالانزعاج من توسع الحرب".
الحكومة الإثيوبية
وطلب فيلتمان من الحكومة الإثيوبية "العمل مع الأطراف الأخرى لمناقشة الاختلافات في الرأي حول الطاولة وليس في ساحات القتال".
واندلع القتال العام الماضي بين الحكومة الاتحادية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" ما أدى إلى مقتل الآلاف، فيما يواجه مئات الآلاف خطر مجاعة في تيجراي ويحتاج نحو 9.4 مليون في أنحاء شمال إثيوبيا لمساعدات غذائية.
وسارعت واشنطن بالترحيب بقرار الانسحاب الأخير، معربة عن أملها في أن يؤدي إلى فتح باب الدبلوماسية.
وأشار فيلتمان في المقابلة إلى "كارثية" الوضع الإنساني في شمال البلاد مع عدم كفاية إيصال المواد الغذائية، وهو ما رأى أنه يتطلب "وقف الحرب للتأكد من وصول المساعدات، وإيقاف الفظائع ضد المدنيين".