إيران وأوكرانيا وإثيوبيا.. 10 نزاعات قد يشهدها 2022
تتوقع فورين بوليسي أن يشهد عام 2022 استمرار نزاعات سياسية وعسكرية في مختلفة دول العالم، وأعدت المجلة قائمة بأبرز 10 نزاعات ستستمر خلال العام 2022.
أوكرانيا
رغم الحشود العسكرية على الحدود بين أوكرانيا وروسيا، ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستغزو جارتها الأوكرانية أم لا.
وبدأت حرب روسيا أوكرانيا في عام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في أزمة خلفت أكثر من 13 ألف قتيل.
وتحشد روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع أوكرانيا، فيما لا تزال المخاوف من قيام روسيا بغزو أوكرانيا، وحذرت الولايات المتحدة وحلف الناتو روسيا من تنفيذ أي عدوان على أوكرانيا مؤكدة أنها سترد على ذلك.
إثيوبيا
منذ أكثر من عام ما تزال المعارك قائمة بين الجيش الفيدرالي التابع لرئيس الوزراء آبي أحمد، وقوات منطقة تيجراي الشمالية.
وفي نوفمبر 2020، شن آبي حملة عسكرية واسعة النطاق على إقليم تيجراي ردا على هجمات على ثكنات للجيش، وفق ما أعلن رسميًا، وتمكنت قواته من دخول عاصمة الإقليم، قبل أن تأخذ الحرب منعطفات جديدة مع استعادة "جبهة تحرير شعب تيجراي" السيطرة على الإقليم، وفق تقرير بثته وكالة فرانس برس.
وانسحبت جبهة تحرير شعب تيجراي مؤخرًا من منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين حيث أحرزت تقدما في الأشهر الأخيرة، من أجل "فتح الباب" أمام المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية.
وأعلنت الحكومة مؤخرًا أن قواتها لن تتقدم داخل تيجراي لكنها أضافت أن هذا الموقف يمكن أن يتغير إذا تعرضت "السيادة الإقليمية" للبلاد للتهديد، كما أنها لم تعلن وقف إطلاق النار.
طالبان
بدأت أفغانستان فصلًا جديدًا منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس، حيث تلوح كارثة إنسانية في الأفق.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأطفال الأفغان قد يموتون جوعًا.
ردة الفعل من الدول الغربية على سيطرة طالبان على السلطة كانت بتجميد أصول أفغانستان، ووقف المساعدات الضخمة لها، وعندما ستصل الحكومة إلى عائق عدم القدرة على دفع رواتب موظفي الخدمة العامة، فقد يعني هذا انهيار الاقتصاد والقطاع المالي.
وأثارت قرارات طالبان غضبا دوليًّا، حيث أبقى أعضاء الحكومة الجديدة من بين شخصيات طالبان، من دون أي تمثيل للنساء، فيما وردت أنباء عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء لجنود وشرطة سابقين.
الولايات المتحدة والصين
ينظر إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن إلى الصين على أنها خصم الولايات المتحدة، حيث تسعى بكين لقمع المعارضة في هونج كونج والتصرف بشكل فظيع في شينجيانج، والتنمر على جيرانها الآسيويين.
استرتيجية بايدن تجاه الصين لم تتوضح بعد، ولكنها تستلزم إبقاء الولايات المتحدة القوة المهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويبدو أن تكاليف التفوق الصيني الإقليمي أكبر من مخاطر المواجهة.
وكل ذلك يعني أن واشنطن ستعزز تحالفاتها وشراكاتها في آسيا، ناهيك عن زيادة أهمية تايوان بالنسبة للمصالح الأميركية.
وصعدت بكين من نشاطها العسكري قرب تايوان، حيث حلقت عددًا قياسيًّا من الطائرات والقاذفات، إضاف إلى إجراء تدريبات بالقرب من تايوان، ما أثار المخاوف من نفوذ بكين العسكري المتزايد.
إيران والولايات المتحدة وإسرائيل
تلاشي الأمل في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، يلوح تصعيد آخر في الأفق، خاصة مع فوز المتشددين في إيران بالانتخابات الرئاسية.
وتشير فورين بوليسي، إلى أنه رغم أن طهران لم تنسحب من جانبها من الصفقة في 2018، إلا أنها ما تزال "تلعب بالنار"، وقد يؤدي الفشل في مباحثات إحياء الاتفاق إلى جعل الاتفاقية الأصلية محل نقاش.
قبول إيران كدولة نووية، ليس خيارًا للدول الغربية خاصة الولايات المتحدة، كما أن إسرائيل أعلنت أكثر من مرة أنها لن تسمح بأن تصبح إيران دولة نووية أو تقترب من ذلك.
وقد يؤدي فشل المفاوضات المتعثرة مع إيران إلى تحول الاستفزازات إلى اشتباكات خارجة عن السيطرة على الأرض أو في البحر أو الفضاء الإلكتروني.
اليمن
رغم تلاشي حرب اليمن من عناوين الأخبار، إلا أنها لا تزال مشتعلة، وقد تكون على وشك أن تزداد سوءا.
وأدى النزاع منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين والسلطات اليمنية، إلى نزوح ملايين عن منازلهم.
وتتوقع الأمم المتحدة أن ترتفع حصيلة ضحايا الحرب بشكل مباشر وغير مباشر إلى 377 ألف قتيل بحلول نهاية 2021، وفق فرانس برس.
وفيما تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق في ظل حصار سعودي منذ العام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
شهد العام الماضي، الحرب الرابعة والأكثر تدميرًا بين غزة وإسرائيل، مما يكشف أن عملية السلام غير فاعلة، وأن حل الدولتين يبدو أقل احتمالية من أي وقت مضى.
وكانت أزمة القدس الشرقية هي السبب وراء التصعيد الأخير، الذي تزامن مع التهديد بإخلاء سكان حي الشيخ جراح في أبريل 2021.
وأدى ذلك إلى سلسلة من ردود الفعل حيث أطلقت حماس التي تسيطر على غزة صواريخ بعيدة المدى بشكل عشوائي على إسرائيل، وردت إسرائيل بهجوم جوي عنيف، ما أدى إلى اندلاع صراع استمر 11 يوما وأسفر عن مقتل 250 شخصا جميعهم فلسطينيون.
وبالنسبة لأي شخص حريصا على مفاوضات السلام كان عام 2021 مدعاة لليأس، حيث تحول مركز ثقل السياسية الإسرائيلية بعيدًا عن السلام، كما فقد معظم الفلسيطينيين الثقة في أنهم سيفوزون بدولة من خلال المفاوضات.
هايتي
لطالما عانت هايتي من من أزمات سياسية وحرب عصابات وكوارث طبيعية، ومع ذلك فإن هذا العام يبرز بالنسبة للعديد من الهايتيين على أنه قاتم بشكل خاص، وقلة يتوقعون 2022 أكثر إشراقًا.
ومنذ سنوات تشل أزمة سياسية عميقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهايتي. وأغرق اغتيال الرئيس جوفينيل مويز في 7 يوليو على أيدي كوماندوس مسلح في منزله، البلاد في مزيد من انعدام اليقين.
وخطفت العصابات في هايتي أكثر من 780 شخصًا مقابل فدية منذ مطلع السنة، بحسب مركز التحليل والبحوث في مجال حقوق الإنسان ومقره بور أو برنس، بحسب وكالة فرانس برس.
ويشعر العديد من الهايتيين بالقلق من فكرة مهمة جديدة لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد، ناهيك عن التدخل العسكري الأمريكي، لكن من دون بعض المساعدة الخارجية، من الصعب رؤية هايتي وهي تفلت من مأزقها.
ميانمار
منذ انقلاب فبراير 2021 في ميانمار (بورما)، أدت حملة القمع التي شنها جيش البلاد على الاحتجاجات السلمية في الغالب إلى تأجيج مقاومة واسعة النطاق، تتراوح من العصيان المدني إلى الاشتباكات المسلحة مع قوات الأمن، في مأزق يتسبب في خسائر بشرية فادحة.
وتشهد ميانمار (بورما) فوضى عارمة منذ انقلاب الجيش على السلطة المدنية في فبراير، وأوقعت حملو القمع التي أطلقتها قوات الأمن ضد المحتجين أكثر من 1300 قتيل، وفق مجموعة رصد محلية
واعتقلت الزعيمة السابقة، أونج سان سو تشي (76 عاما) منذ أطاح الجنرالات بحكومتها في فبراير، لتنتهي بذلك تجربة ميانمار الديمقراطية القصيرة، وفق فرانس برس.
ووجهت إليها المجموعة العسكرية مذاك سلسلة اتهامات تشمل انتهاك قانون أسرار الدولة والفساد وتزوير الانتخابات واستيراد معدات اتصالات بشكل غير قانوني، حيث حكم عليها بالسجن 4 سنوات، وتم تخفيضها في وقت لاحق إلى عامين.
المتطرفون المسلحون في أفريقيا
منذ العام 2017 عندما خسر تنظيم داعش ما يسمى بدولة الخلافة في الشرق الأوسط، عانت إفريقيا من بعض أكثر المعارك ضراوة في العالم بين الدول والمتطرفين الجهاديين المسلحين.
والتشدد الإسلامي في القارة السمراء ليس بالأمر الجديد، لكن الثورات المرتبطة بتنظيم داعش والقاعدة تصاعدت في السنوات الأخيرة، بحسب فورين بوليسي.
وتكافح الدول الضعيفة في أفريقيا ضد الفصائل المسلحة عبر المناطق النائية والشاسعة حيث لا تتمتع السلطات المركزي سوى بنفوذ ضئيل.
ورغم خسارة جماعة بوكو حرام لمساحات شاسعة شمال شرق نيجيريا، إلا أن جماعات منشقة لا تزال تلحق أضرارًا جسيمة حول بحيرة تشاد، وما تزال حركة الشباب أقدم تمرد إسلامي في القارة قوة فاعلة.
وحاليًا يوجد جبهات للمتشددين في شمال موزمبيق وشرق الكونغو، كما صعد متمردون يطالبون بإقامة ولاية لتنظيم الدولة الإسلامية في موزمبيق.