رئيس التحرير
عصام كامل

اكتشاف حملة برمجية خبيثة استهدفت 35 آلف حاسب آلي في 195 دولة

مجرمو الإنترنت
مجرمو الإنترنت

اكتشف خبراء أمن المعلومات حملة   برمجية خبيثة استهدفت أكثر من 35،000 جهاز حاسب في 195 دولة ضمن حملة تجسس عالمية واسعة النطاق خلال العام الحالي  وأُطلق على البرمجية الجديدة اسم PseudoManuscrypt نظرًا لأوجه شبه تجمع بينها وبين برمجية Manuscrypt التي تقف وراءها عصابة التهديدات المتقدمة المستمرة Lazarus، وهو تتضمّن قدرات تجسّس متقدّمة وشوهدت تستهدف المؤسسات الحكومية، علاوة وأنظمة التحكّم الصناعية في شركات عاملة في العديد من القطاعات.

برمجية خبيثة

وتستهدف الحملة الخبيثة برمجية  الشركات الصناعية والتي تعد  من أكثر الأهداف التي يطمع بها مجرمو الإنترنت، سواء لتحقيق مكاسب مالية أو جمع معلومات استخبارية. وقد شهد العام 2021 اهتمامًا بالغًا من عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة المعروفة مثل Lazarus وAPT41، بالشركات الصناعية.

 واكتشف الخبراء، أثناء التحقيق في سلسلة أخرى من الهجمات، برمجية خبيثة جديدة فيها بعض أوجه الشبه مع برمجية Manuscrypt من Lazarus، وهي برمجية مصممة خصيصًا للاستخدام في حملة ThreatNeedle التي استهدفت الجهات العاملة في الصناعات الدفاعية، ولهذا أطلق عليها الخبراء الاسم PseudoManuscrypt.

ويجري تنزيل البرمجية PseudoManuscrypt في البداية على الأنظمة المستهدفة عبر أرشيفات برمجية مقرصنة مزيّفة، وبعضها مخصص للبرمجيات المقرصنة الموجهة لنظم الرقابة الصناعية. ويُحتمل تقديم أدوات التثبيت المزيفة هذه عبر منصة تقدّم البرمجيات الخبيثة كخدمة. وفي بعض الحالات، ثُبّتت PseudoManuscrypt عبر شبكة البوتات سيئة السمعة Glupteba. وبعد الإصابة الأولية، تبدأ سلسلة إصابات معقدة تنزّل في النهاية الوحدة الرئيسة للبرمجية الخبيثة. وحدّد خبراء كاسبرسكي نوعين مختلفين من هذه الوحدة، كلاهما قادر على تنفيذ قدرات تجسسية متقدمة تتضمن تسجيل ضربات المفاتيح، ونَسخ البيانات من الحافظة، وسرقة بيانات اعتماد المصادقة على الدخول إلى شبكات VPN (وربما بروتوكول التحكم عن بُعد بسطح المكتب)، وسرقة بيانات الاتصال، ونَسخ لقطات الشاشة، وما إلى ذلك.

ولا تُظهر الهجمات أي تفضيل لقطاعات بعينها، لكن العدد الكبير من أجهزة الحاسوب الهندسية التي تعرّضت للهجوم، بما يشمل الأنظمة المستخدَمة للنمذجة المجسّمة والمادية، والتوائم الرقمية، تشير إلى أن التجسّس الصناعي قد يكون هدفًا مشتركًا في جميع الهجمات.

واستغرب الخبراء أن بعض الضحايا تربطهم علاقات بضحايا حملة Lazarus التي أبلغ عنها في السابق فريق الاستجابة لطوارئ الحاسوب في نظم الرقابة الصناعية لدى كاسبرسكي، كما استغربوا إرسال البيانات إلى خوادم المهاجمين عبر بروتوكول نادر باستخدام مكتبة أدوات استخدمتها سابقًا عصابة APT41 مع برمجياتها الخبيثة. لكن  لم يتم ربط الحملة الحالية بـ Lazarus أو أية جهة تهديد معروفة نظرًا للعدد الكبير من الضحايا وعدم وجود تركيز واضح للحملة.
 

وحظرت منتجات كاسبرسكي ما بين 20 يناير و10 نوفمبر 2021، البرمجية PseudoManuscrypt على أكثر من 35،000 جهاز حاسوب في 195 دولة. واشتملت العديد من الأهداف على شركات صناعية وجهات حكومية بينها مؤسسات صناعية عسكرية ومختبرات أبحاث. وكانت 7.2% من أجهزة الحاسوب التي تعرّضت للهجوم جزءًا من أنظمة الرقابة الصناعية، حيث عُدّت الهندسة وأتمتة المباني أكثر القطاعات تضررًا.

حملة غير عاديه

واعتبر فياتشيسلاف كوبيتسيف خبير الأمن الرقمي لدى كاسبرسكي هذه الحملة "غير عادية بالمرّة"، قائلًا إن الخبراء ما زالوا يجمعون معًا كل ما بحوزتهم من معلومات. وأضاف: "هذا تهديد يستوجب على المتخصصين الانتباه إليه وتوخّي الحذر منه بعد أن تمكّن من شق طريقه إلى الآلاف من أجهزة الحاسوب المرتبطة بنُظم الرقابة الصناعية لدى جهات بينها العديد من الشركات والمؤسسات. 

الجريدة الرسمية