الطيب عاطف !
كثيرون لا يعرفون أن عاطف الطيب أحد أبرز مخرجي جيل الثمانينيات والذي قدم أول عمل له "الغيرة القاتلة" ثم واحد من أهم أفلام السينما المصرية "سواق الأتوبيس" في العام نفسه تخرج من المعهد العالي للسينما قسم الإخراج عام ٧٠ والذي بدأت فيه ولمدة تصل إلي عقدين من الزمان ما أطلق عليه "سينما المقاولات" ومع ذلك لم يندفع نحو الكسب المادي ولم ينجر خلف وضع اسمه علي أفيشات دور العرض رغم الإغراء الذي يسببه ذلك لكل خريج شاب من معاهد الفن..
وإنما أصر من البداية ألا يعمل إلا ما له قيمة وينفع الناس.. وهو ما تحقق في أول عملين كما ذكرنا ثم توالت الأعمال في كتيبة الإعدام وقلب الليل والهروب والتخشيبة وناجي العلي والزمار وضد الحكومة ودماء علي الأسفلت وليلة ساخنة وغيرها وغيرها.. وكلها تصنف ضمن أعمال الإشتباك مع الواقع ومناقشة قضايا المجتمع والناس حتي لو تصادم مع السلطة.. إذ أن ذلك هو دور الفن الحقيقي !
مبكرا رحل عاطف الطيب قبل أن يكمل عامه الخمسين بعد أن انفجر قلبه الموجوع علي الوطن بالألم ولم يحتمل لنفقد وتفقد السينما العربية واحدا من أكثر الموهوبين في فن الإخراج في تاريخها كله ليقف في طابور طويل من كمال سليم وأحمد بدرخان ومحمد كريم وتوجو مزراحي واحمد كامل مرسي وصلاح ابو سيف ونيازي مصطفي وحسن الإمام وكمال الشيخ ويوسف شاهين وعلي بدرخان ويوسف فرنسيس وغيرهم وغيرهم وحتي بين هؤلاء حفر لنفسه علامة مهمة تخلد إسمه طويلا ليس فقط علي حسن إختياره لموضوعاته ولا علي التعامل المهني الجاد في أعماله ولا لإنحيازه للبسطاء وللوطن ومحاربته للفساد وللنهب ولصوص المال العام وفضحهم وكشفهم. إنما لكل ذلك مجتمعا..
عاطف الطيب في ذكراه.. سلام علي الطيبين!
