الإسكان: ضخ 178 مليار جنيه خلال 7 سنوات لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة
استعرض الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان ، دور هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، فى تطوير العمران القائم، حيث تنص المادة 4 من لائحة الهيئة على "يجوز للسلطة المحلية المختصة أن تستعين بالهيئة، لإنشاء أحياء جديدة، أو إزالة أحياء قائمة لإعادة تخطيطها وتعميرها"، وهذه المرة الأولى لدخول هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، في أدوار داخل العمران القائم، ومن أمثلة مشاركة الهيئة فى تطوير العمران القائم، مشروع تطوير حديقة متحف الحضارة، ومشروع تطوير منطقة المدابغ (سور مجرى العيون)، وتحويلها من منطقة متداعية إلى منطقة مخططة، ومشروع تطوير كورنيش النيل (ممشى أهل مصر)، ومشروع تطوير روضة السيدة، ومشروع تطوير الأسمرات، ومشروعات محاور التنمية والطرق والكبارى، وهذا هو دور العمران الجديد في تطوير العمران القائم، ودور الابن في مد يد العون للعمران الذى أصابته الشيخوخة.
وتناول الدكتور عاصم الجزار، تجربة المجتمعات العمرانية الجديدة من الجيل الأول إلى الجيل الرابع (1978 - 2021)، ونشأة المجتمعات العمرانية الجديدة وتطورها فى مصر، وهى أكبر تجربة للمدن الجديدة في العالم، حيث يضم الجيل الأول من المدن الجديدة (7 مدن)، ويضم الجيل الثاني (8 مدن)، ويضم الجيل الثالث (8 مدن)، بينما يضم الجيل الرابع، 27 مجتمعا عمرانيا، جار تنفيذ 20 مجتمعا منها (15 جديد - 5 امتدادات لمجتمعات قائمة)، وتبلغ مساحة المسطح المضاف للمدن الجديدة 2.5 مليون فدان.
وأضاف الوزير، أن المدن الجديدة، لها أشكال مختلفة، فمدن الجيل الأول، هى مدن مستقلة، وعددها 7 مدن (العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر - السادات - 15 مايو - برج العرب الجديدة - الصالحية الجديدة - دمياط الجديدة)، بمساحة 344 ألف فدان، وهى مدن لها قاعدة اقتصادية متنوعة (زراعية – صناعية – لوجستية – غيرها)، وتهدف للحد من الهجرة للمدن الرئيسية، وخاصة للقاهرة الكبرى والإسكندرية، وهذه المدن توفر أنشطة اقتصادية رائدة، وتنوعا فى القواعد الاقتصادية، بينما يبلغ عدد مدن الجيل الثاني 8 مدن (مثل: القاهرة الجديدة، بدر، الشروق، العبور، والشيخ زايد)، وهى مدن تابعة، ومساحتها 112 ألف فدان، وهى ضواحي حضرية على أطراف المدن الكبرى، بهدف استيعاب الزيادة السكانية، وتمثل توسعات وامتدادات عمرانية وسكنية أضيف إليها قواعد اقتصادية نظرًا لنموها، لتتحول إلى مدن مستقلة، وهذه المدن بلورت مفهوم البنية الأساسية للعمران، وهى ليست البنية الأساسية للإسكان، فالخدمات والمراكز الإدارية والتجارية والأنشطة والجامعات والمستشفيات، تعد بنية أساسية للعمران، فالإسكان لم يعد هدفًا في حد ذاته في المجتمعات الجديدة.
وأشار وزير الإسكان، إلى أن مدن الجيل الثالث، هى مدن توأمية، عددها 8 مدن (المدن الجديدة بالصعيد، مثل: أسيوط الجديدة، طيبة الجديدة، سوهاج الجديدة، الأقصر الجديدة، قنا الجديدة، الفيوم الجديدة، وأخميم الجديدة)، بمساحة 107 آلاف فدان، وهى مدن تابعة، ذات قاعدة اقتصادية أحادية تدعم استيعاب السكان في المدن الكبرى (عواصم المحافظات)، وتهدف إلى توفير الخدمات وتحسين جودة الحياة للمدن الأم.
وبيَّن الوزير، تطور معدل الإنفاق على مستوى المجتمعات الجديدة (الأجيال السابقة)، حيث بلغ إجمالي الإنفاق منذ عام 1978 وحتى 2021، 240 مليار جنيه، منها 62 مليار جنيه على مدار 36 سنة من 1978 وحتى 2014، بمعدل إنفاق 1.7 مليار جنيه سنويًا، وهذا المعدل كان في آخر الفترة، بينما تم إنفاق 178 مليار جنيه فى خلال 7 سنوات (من 2014: 2021)، بمعدل إنفاق 25 مليار جنيه سنويًا، ففي عام 2014 كانت موازنة هيئة المجتمعات لا تتجاوز 20 مليار جنيه، بينما موازنة العام الحالي 144 مليار جنيه، مشيرا إلى أن حجم السكان بالمدن الجديدة، منذ عام 1978 وحتى 2021، 8.5 مليون نسمة، منهم 5 ملايين نسمة على مدار 36 سنة من 1978 وحتى 2014، بمعدل زيادة سكانية، 140 ألف نسمة سنويًا، بينما ارتفع عدد سكان المدن الجديدة، بمقدار 3.5 مليون نسمة فى خلال 7 سنوات (من 2014: 2021)، بمعدل زيادة سكانية 500 ألف نسمة سنويا، وهذا المعدل ليس ما نطمح إليه، بل نطمح إلى أن تعمل المدن الجديدة ليس على استيعاب الزيادة السكانية فقط، بل نقل أعداد من سكان المناطق الريفية والمناطق المزدحمة سعيًا وراء فرص العمل، والنمو الاقتصادى.