رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة الأزهري يحسم الجدل حول حقيقة خلاف الطيب والخشت

أسامة الأزهري مع
أسامة الأزهري مع رئيس جامعة القاهرة

ألقى الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، محاضرة مشتركة مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة بعنوان" الثوابت والمتغيرات في الإسلام".

وقال الأزهري في بداية حديثه: إنه شرف كبير أن أكون ضيفا على هذه الجامعة العريقة وفي هذه القاعة الكبرى التي شهدت رموزًا وندوات وأحداثًا واحتفالات كثيرة فهي جزء أصيل من تاريخ الوطن.

أسامة الأزهري 

وذكر الدكتور أسامة الأزهري أن من الثوابت في الدين: مصادر الوحي الشريف، ومناهج الفهم والاستنباط من هذه المصادر، والعقائد، ومقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية الكبرى، وما أجمع المسلمون عليه من الأحكام الفقهية كوجوب الصلاة وعدد ركعاتها، فهذه ثوابت لا تقبل التغيير.


وأكد أن الثوابت في الإسلام لا مساس بها، ولا اقتراب منها، ولا يُسمح لأحد أن يتجرأ أو يتطاول عليها أو يتلاعب بها.

واستعرض الدكتور أسامة الأزهري عددا من النقاط منها أن السنة النبوية والإجماع والقياس تولدت من الثوابت الكبرى كما أن العقائد من الثوابت وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،  مشيرا إلى أن الأركان الست من الثوابت التي لا تختلف وهي حقائق كبرى.

وأضاف أن من الأمور الثابتة أيضا المعايير الأخلاقية التي لا تختلف باختلاف الأزمان والأماكن مثل الصدق والمروءة فهي ثوابت ومعايير كبرى.

المقاصد الشرعية 

ونوه أن المقاصد الشرعية هي حفظ النفس والعرض والدين والعقل والمال لا يطرأ عليها تغيير باختلاف الأزمان والأماكن مشيرا إلى أن المتغيرات ميدان واسع جدا وأن إدراك الواقع مهم جدا وواسع وكبير  في عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار.

وأوضح أن  الشرع جاء بالحلال والحرام والمندوب والمباح وأن ٢٠% مقيد بأحكام الحل والحرمة والباقي في دائرة المباح أي الدين واسع، وهناك  أمور كثيرة سكت عنها النبي صلى اللّه عليه وسلم رحمة بنا، وتأتي هذه التيارات وتجعل هذا المباح مقيدا وتضيق على الناس أمور دينها.

وأكد أن القرآن فوق التراث فهو مقدس وهو المولد للعلوم التي تسمى التراث، والقرآن فوق الزمان والمكان مؤكدا أننا نأخذ من العلماء مناهجهم دون الوقوف عند مسائلهم واعطاء كل ظرف حكمًا لائقًا كما أن التراث لا يرد بأكمله، ولا يقبل بأكمله، ولا ينتقى منه انتقاءً عشوائيًا، بل ينتقى منها انتقاءً واعيًا.

 

وأكد الدكتور أسامة الأزهري أن كل ما كان البحث العلمي والنقاش مصحوبا بنفس هادئة وتقدير يثمر وإن اختلفت وجهات النظر.

كما أكد أن  أبجديات البحث العلمي أن يكون وسط حب وتقدير ولا تضيق الصدور بالنقاش وكلما تهيجت المشاعر أغلقت العقول وأن توضع المسائل العلمية في جو علمي صافٍ وصالونات فكرية دائمة الانعقاد مع صدر منشرح مهما اختلفت وجهات النظر.


وطالب الأزهري بعقد صالون فكري  دائم يجتمع فيه المفكرون والعلماء تطرح فيه كل المسائل العلمية الشائكة.

شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة 

وأشار الأزهري إلى النقاش الذي كان قد جرى بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور عثمان الخشت في أحد المؤتمرات مؤكدا على التقدير والاحترام اللا محدود من الدكتور الخشت للإمام الأكبر كما أن الإمام الأكبر يكن التقدير والاحترام اللا محدود للدكتور الخشت، وما دام هذا المعنى موجودا ومتوفرا فليس هناك حرج على فتح باب الحوار على مصراعيه دون سقف 
 

وشهد مؤتمر الأزهر العلمي للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية العام الماضي مناظرة شهيرة بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة حول قضية التجديد في الخطاب الديني

كما أن الصالون الثقافي الذي نقترحه تجتمع فيه الرموز الوطنية ويكون في حالة انعقاد دائم، ونؤسس عقد اجتماعي جديد يجمع كل الأطياف الفكرية والفلسفية ونفتح المجال للتلاقح الفكري وتفتح الكتب المختلفة  في إطار جامع لبناء وسيط اجتماعي  آمن ليس فيه الغضب.

جانب من اللقاء 

واستجاب الخشت لدعوة الدكتور أسامة الأزهري وأعلن عقد صالون ثقافي مع بداية الفصل الدراسي الثاني للوصول لصيغة حوارية وآليات تنتج تلاقحًا فكريًا حقيقيًا، كما أنه يجب أن يجتمع المفكرون بصورة مفتوحة كما أن بعض الأمور عندما تصل للعامة  تفهم بشكل خاطيء، مطالبا أن يكون الدكتور أسامة الأزهري ركنًا من أركان الصالون الثقافي مثمنا كل ما وضحه خلال المحاضرة.

و اختتم الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة موجها حديثه إلى الدكتور أسامة الأزهري: (سيذكرك التاريخ بعمق فكرك وعلمك وحبك للوطن)، وفي نهاية المحاضرة أهدى درع الجامعة للدكتور أسامة الأزهري تكريما وتقديرا له.

 

الجريدة الرسمية