خيمة شهد وخيبة العرب
أمام الحد الفاصل بين عام يلملم أيامه الأخيرة ليرحل وآخر يطرق الباب ليدخل.. نقف نحن، لنودع ونتمنى، نودع عامًا بحلوه ومره، ونتمنى أن يحمل لنا العام الجديد ما لم يحمله العام المنصرم، وكثير منا يمارس رياضة الترحيل، ترحيل الأمنيات من عام إلى آخر.
وأمام الحد الفاصل بين العامين تنشط وسائل الإعلام في طرح السؤال الموسمي الأبرز.. تمنى ؟ ومع تباين الأمنيات.. تتباين أحوال العباد والبلاد، ويبقى حالنا نحن العرب.. يسر العدو، ويبكي الحبيب.
حلم الخيمة
أمام الحد الفاصل بين العامين.. وعلى الحد الفاصل بين سوريا وتركيا.. تمنت شهد الطفلة السورية النازحة إلى الشمال، فكانت أمنيتها في العام الجديد خيمة أفضل، تحميها هي وأسرتها من برد الشتاء الذي يجمد أطرافها، أمنية شهد يتم ترحيلها من عام إلى آخر، لكن الأطراف المتقاتلة في سوريا لم يهزها أطراف شهد المجمدة، ولا براءة وجهها وعفويتها التي أبكت الملايين، أما أردوغان الذي جرف الشمال السوري.. فأعطى ظهره لشهد وأمنيتها، وإستمر يعبث بين الحد الفاصل بين تركيا وسوريا، بل أنه جعل من شهد ومأساتها درعًا يحمي به ما نهبه من أراض سورية.
حلم الخيمة لم يتوقف عند الطفلة السورية شهد النازحة إلى الحدود السورية التركية، لكنه إنتقل إلى الشاب العراقي كريم، الذي وقف ومعه مئات العرب على الحد الفاصل بين بلاروسيا وبولندا، ليعيشوا في مناخ جليدي، آملين في فتح الحدود عسى أن يجدوا حياة كريمة في أوربا، أمنية كريم كانت خيمة، تحميه وأسرته من برد الشتاء، فلا بولندا رأفت بحاله، ولا بلاروسيا تحركت لإنقاذه، ولا العرب حركوا ساكنًا، وتحول كريم ومن معه ورقة للمساومة تارة، وللإبتزاز تارة أخرى.
الخيمة التي تحمي من برد الشتاء لم تكن أمنية شهد وكريم فقط في العام الجديد، لكنها أمنية عشرات الآلاف من اليمنيين ضحايا الإقتتال على الحكم، والفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي، هذا هو حال ملايين العرب، يعيشون في فقر، ويموتون من شدة البرد، وينعم بخيراتهم غيرهم.
besheerhassan7@gmail.com