زيادة النشاط الإرهابي.. تداعيات انسحاب الجيش الفرنسي من مالي
اعتبر مدير إدارة المنظمات الدولية في الخارجية الروسية، بيوتر إليتشيف، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن انسحاب الجيش الفرنسي من مالي قد يؤدي إلى زيادة النشاط الإرهابي، ما لم تتمكن دول المنطقة من مواجهته بمفردها.
مفتاح تعزيز الأمن
قال إليتشيف: "مفتاح تعزيز الأمن في منطقة الساحل موجود في مالي، وقد يؤدي التقليص التدريجي لعملية برخان من قبل باريس، المصحوب بانسحاب الجيش الفرنسي من ثلاث قواعد عسكرية في تساليت وكيدال وتمبكتو، إلى زيادة النشاط الإرهابي في البلد ما سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة الإقليمية برمتها. علمًا أن القوات المشتركة لدول منطقة الساحل الخمس، التي تضم بوركينا فاسو، موريتانيا، مالي، النيجر وتشاد، لا تملك القدرة الكاملة لمواجهة هذا التهديد".
وتابع: "ترتبط روسيا ومالي علاقات ودية طويلة الأمد، بدأت منذ الاتحاد السوفيتي. وسنواصل حماية المصالح القانونية لباماكو في الأمم المتحدة، فضلًا عن تقديم المساعدة للشركاء الماليين في المجال العسكري والعسكري التقني".
وأكد: "في ظل هذه الظروف، تتمتع مالي، مثل غيرها من دول الساحل والصحراء، بحق التعاون مع أي شركاء آخرين لمحاربة المتطرفين ومحاولات التأثير على قرار دولة ذات السيادة من خلال الابتزاز والتهديدات هو مظهر من مظاهر الاستعمار الجديد".
سحب قوة "برخان"
وزادت حدة التوتر بين فرنسا ومالي مع خطاب رئيس وزراء الأخيرة شوجل كوكالا مايجا، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتهم فيه فرنسا بالتخلي عن بلاده في منتصف الطريق بقرارها سحب قوة "برخان"، مبررًا بذلك بحث بلاده عن "شركاء آخرين"، من بينهم شركات خاصة روسية.
وأوضح رئيس الوزراء المالي أن الوضع الجديد الذي نشأ بسبب انتهاء "برخان"، وضع مالي أمام أمر واقع ويُعرضها لما يشبه التخلي في منتصف الطريق، ويقود إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن على نحو أفضل الأمن مع شركاء آخرين، لملء الفراغ الذي سينشأ حتما عن إغلاق بعض مواقع "برخان" في شمال مالي، منتقدا قلة تشاور باريس وإعلان أحادي صادر من دون تنسيق ثلاثي مع الأمم المتحدة وحكومة باماكو.