المؤسسات الدينية ترفع شعار الحفاظ على الأسرة.. الأوقاف: لجان للفتوى للتوعية بالطلاق
تشهد مصر، حسب الإحصائيات الرسمية المعتمدة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حالة طلاق كل دقيقتين وهي النسبة الأعلى عالميا، وأصبح الشبح الذى يهدد الاستقرار الأسرى والواقع الاجتماعي في مصر.
تدريب 1000 مأذون
الأرقام الأخيرة حركت المؤسسات الدينية والعلماء المتخصصين في مصر، وفي المقدمة وزارة الأوقاف التي تحرص على مواصلة التجديد والتصويب في الخطاب الديني، وعلمت الوزارة على عقد دورات تدريبية لجميع المأذونين في كافة أنحاء الجمهورية خلال مدة زمنية لا تتجاوز ستة شهور لتدريب ألف مأذون شهريًا على أن يشمل التدريب الجوانب القانونية والدعوية والفقهية.
دورات تدريبية
وفي أول تحرك، وقع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذي يسعى إلى تصويب وتجديد الخطاب الديني، مذكرة تفاهم مع المستشار عمر مروان وزير العدل، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مذكرة تفاهم وتتضمن برامج ودورات تدريبية مشتركة تنفذها الجهات الثلاث (الأوقاف والعدل والإفتاء) للأئمة والمأذونين بما يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي.
سكن ومودة
وفي سياق متصل، عقدت وزارة الأوقاف أول دورة متخصصة في فقه الأسرة ضمن مبادرة "سكن ومودة" التي أطلقتها وزارة الأوقاف، وذلك بمركز التدريب بمسجد النور بالعباسية، للتوعية الأسرية، حيث أكدت الواعظة وفاء عبد السلام أن المودة والرحمة هما أساسا الحياة الزوجية، وأن التعبير عن الحب يكون بأداء الحقوق والواجبات، وأن علينا أن نعلم أولادنا أهمية الحياة الزوجية.
وأكدت عبد السلام، أن وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته ومن ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم في حق السيدة خديجة رضي الله عنها فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غرتُ على خديجةَ، وما رأيتُها، ولكن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذِكرَها، وربما ذبَح الشاةَ ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائقِ خديجةَ، فربما قلتُ له: كأنه لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة! فيقول: "إنَّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد"، مشددة على ضرورة أن يستفيد أفراد الأسرة جميعًا من سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع زوجاته وأسرته حتى ننعم جميعًا بحياة أسرية تغمرها المودة والرحمة.
لجان للفتوى من الأئمة والواعظات
وتتضمن استراتيجية عمل وخطة الأوقاف على الاستمرار في عقد دورات تدريبية، مثل برنامج سكن ومودة، لجميع المأذونين في كافة أنحاء الجمهورية خلال مدة زمنية لا تتجاوز ستة شهور لتدريب ألف مأذون شهريًا بداية من شهر ديسمبر سنة 2021، على أن يشمل التدريب الجوانب القانونية والدعوية والفقهية، بالإضافة إلى تشكيل لجان إفتائية، ومصالحة أسرية في القاهرة الكبرى، من أفضل المجتازين للدورات، وتختص بالتوعية ضد مخاطر الطلاق والعمل على لمِّ شمل الأسرة، والمصالحة بين أطرافها، مانحة الفرصة للتريث في اتخاذ قرار الطلاق بحسبانه من القرارات التي تؤثر على بنيان الأسرة المصرية، وتقييم تلك التجربة علي أن يتم تعميمها على جميع محافظات الجمهورية، بالإضافة الى تدريب الأئمة والواعظات على برامج تتعلق بقضايا الأسرة والحقوق الزوجية من الجانب القانوني، والحفاظ على هذه الحقوق مستعينًا بخبرات قضاة الأسرة وعلماء وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.
وعلى جانب آخر، تسعى وزارة الأوقاف إلى عمل منظومة متكاملة لمكافحة ظاهرة الطلاق مع جميع مؤسسات الدولة، وبادر د. مختار جمعة، وزير الأوقاف الى إطلاق حوار مجتمعي مع مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، وذلك بعد لقاء ثلاثي مشترك بين وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، ووكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني؛ حيث تم الاتفاق فيه على أطر ومحاور المشروع التوعوي المشترك بين الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، يهدف إلى زيادة الوعي الأسري والمجتمعي بقضايا الأسرة، ويعالج مشكلاتها، ويعزز تماسكها واستقرارها.
أهداف الاجتماع
ونتج عن ذلك الاجتماع، باكورة من الأهداف والخطط الاستراتيجية التي ستعمل عليها اللجنة وهي ضرورة التعجيل بالبدء في تنفيذ الاستراتيجية لتفعيل حوار مجتمعي يهدف إلى الحد من مشكلة الطلاق، من خلال رفع الوعي بمخاطر المشكلة لدى المواطنين، وتعميق الشعور بآثارها السلبية على الفرد والمجتمع لدى الفئات المعنيّة ببناء الوعي لا سيّما الخطباء والوعاظ وباحثي الفتوى والمأذونين والإعلاميين وغير ذلك من الفئات المجتمعية؛ بهدف الحفاظ على كيان الأسرة واستقرار المجتمع المصري، بالتنسيق مع كل المؤسسات المعنية في الدولة، بعدما تم استعراض أهم الإحصاءات المتعلقة بالأسرة المصرية، خاصة فيما تم تنفيذه على أرض الواقع من جهود لمواجهة أسبابها، والتي حددت أبرز مواطن المشكلة، ونطاقها، وأسبابها، وحيثياتها، وطرق علاجها.
أهم الأعضاء
وتناولت اللجنة أهم محددات الاستراتيجية، وغاياتها، ومحاورها، وأهم ميادين إطلاقها وتنفيذها على مستوى لقاءات الجماهير، والتدريب، والدور الإعلامي، وغير ذلك؛ بناء على التحليل الإحصائي لأسباب المشكلة، وأهم مقترحات عمل المشروع المشترك خلال الفترة القادمة، وفاعليته الكبرى لإطلاق أعمالة وتضم اللجنة التنفيذية المكلفة بإدارة وتنسيق الحوار المجتمعي، كلًّا من الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ورئيس وحدة لمّ الشمل وبرنامج التوعية الأسرية والمجتمعية، والدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير عام مركز الإرشاد الزوجي بدار الإفتاء المصرية، والدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة.