اليوم الذكرى 47 لرحيل أسطورة الغناء فريد الأطرش.. خاض معارك مع الملك فاروق لهذا السبب.. وأوصى بأن يُدفن في مصر
بدأ حياته أميرًا مطاردًا ثم مضت الأيام ليصبح أشهر عازف عود بالوطن العربى حتى لقب بـ “ملك العود” و"أمير النغم الأصيل"، قضى الموسيقار فريد الأطرش حياته ممثلا في فرقة بديعة مصابنى، واكتشفه المخرج مدحت عاصم وقدمه للإذاعة لأول مرة فى أغنية “ياريتنى طير لاطير حواليكي”، التى كتبها ولحنها يحيى البابيدى عام 1941.
والده سلطان جبل الدروز، وهو وطنى عمل على مناهضة الاحتلال لبلاده، ووالدته الأميرة علياء المنذر، وهي مطربة تمتعت بصوت جميل، حضرت أسرة الأطرش الى القاهرة؛ الأم وأبناؤها الثلاثة؛ فؤاد وفريد وآمال الأطرش؛ هربا من بطش الفرنسيين في جبل الدروز لتستقر بحى السكاكينى بالقاهرة، واضطرت الى العمل بالغناء، وورث فريد الاطرش وأسمهان عنها حب الغناء، درس بالمدارس المصرية، والتحق بمعهد الموسيقى وتتلمذ على يد الموسيقار رياض السنباطى ليتعلم العزف على العود.
"انتصار الشباب".. البداية
بدأ فريد مشواره السينمائى الذى بلغ 31 فيلما مع معظم نجمات جيله، أنتج منها بنفسه عشرين فيلما، وكانت البداية عندما اختاره المخرج أحمد بدرخان فى فيلم "انتصار الشباب" الذى تقاسم بطولته مع شقيقته أسمهان، وفى 1945 قدمه بدرخان أيضا فى فيلم “شهر العسل” مع مديحة يسرى ثم فيلم |مقدرش" مع تحية كاريوكا، و"آخر كدبة" مع سامية جمال، و"عايزة اتجوز" مع نور الهدى، و"لحن حبى" مع صباح، و"عهد الهوى" مع مريم فخر الدين، و"ازاى انساك" مع كريمة، وفى عام 1947 بدأ فريد رحلته فى فيلم “حبيب العمر” مع سامية جمال وكذلك "عفريتة هانم"، وماتقولش لحد مع نور الهدى، ولحن الخلود مع فاتن حمامة، وقصة حبى مع ايمان، وماليش غيرك مع آمال فريد وشاطئ الحب مع سميرة احمد، ورسالة من امرأة مجهولة مع لبنى عبد العزيز، و"ودعت حبك" مع شادية، و"زمان ياحب" مع زبيدة ثروت، وكانت آخر افلامه هو "نغم فى حياتى" مع ميرفت أمين عام 1974.
أضنيتنى بالهجر
فريد الأطرش هو احد قمم الغناء في الإذاعة والتليفزيون، ليس في مصر وحدها ولكن في جميع البلاد العربية، لحن اكثر من 140 أغنية وست قصائد غناها بالفصحى منها: "أضنيتنى بالهجر"، وعش انت، ولا وعينيك، عدت يايوم مولدى، وردة من دمنا، لست وحدك.. إضافة الى ثمانى أوبريتات منها الربيع بل واشهرها، وبساط الريح، كما قدم بصوته اكثر من 30 أغنية غناء فرديا.
زهد فريد الأطرش في السياسة، ولم ينخرط في أي حزب سياسى، وفى نفس الوقت كانت تربطه علاقات قوية بالقادة والزعماء السياسيين، وكان صديقا لمعظم الملوك العرب، وخاصة الملك حسين ملك الأردن الذى غنى في حفل زواجه.
دخل في معارك عاطفية عديدة، أشهرها معاركه مع الملك فاروق على الراقصة سامية جمال التي كانت بطلة أفلامه حتى أن الملك السابق طارده وهدده اكثر من مرة، ومن بعدها الملكة ناريمان التي غنى لها أغنيته "نورا يانورا".
نال فريد 15 وساما وقلادة ونيشانا، وحصل على وسام الخلود من فرنسا، وهو الفنان العربى الوحيد الذى حصل عليه وسبق أن حصل عليه الموسيقار بيتهوفن، ثم اختير أحسن عازف عود فى تركيا فأصبح ملكا للعود.
وكما نشرت مجلة "الموعد" اللبنانية قصة الساعات الأخيرة في حياة فريد الأطرش في اليوم التالي لجنازته 28 ديسمبر، وقالت:
أصيب الفنان الراحل بفتق في الحجاب الحاجز قبل وفاته بشهرين؛ مما جعل جزءًا من أمعائه يضغط على قلبه المريض منذ 25 عاما، فسبب له حالة من الاختناق والألم الذي كان يصفه بــ"المسامير"، وأصيب بالذبحة الصدرية للمرة الخامسة في حياته.
استعادة الجثمان
وبناء على وصيته بأن يدفن في مصر بجوار شقيقته أسمهان، تقرر نقل جثمانه إلى القاهرة، نقل الجثمان بالطائرة برفقة خطيبته سلوى القدسى إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، وفي يوم 28 ديسمبر يوم الجنازة نقل إلى جامع عمر مكرم، لكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا في إلغاء الجنازة.
أُخرج الجثمان من باب بدروم المسجد في عربة رأسًا إلى مدافن البساتين في حضور عائلته، وأصدقائه الفنانين؛ محمد عبد المطلب ومحمد سلطان ومديحة يسرى وهدى سلطان وحسين فهمى وليلى فوزى وصلاح ذو الفقار وسمير صبرى.. لتنتهي بعدها رحلة من الفن والدنيا جعلت من فريد الأطرش أسطورة النغم الشرقى الأصيل.