لماذا يهاجمنا الناموس في "عز البرد" ؟.. خبير مناخ يجيب
رغم البداية "الباردة جدا" للشتاء، إلأ أن هناك بعض آثار الصيف والخريف مازالت تصاحبنا رغم الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، ومن أبرز تلك الأمور "الناموس"، حيث مازالت بعض الأجيال من حشرة الناموس تتواجد في الجو وتدخل المنازل وتمارس الإزعاج الدائم بلا توقف.
الدكتور شاكر أبو المعاطي رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ بوزارة الزراعة، كشف عن أن للتغيرات المناخية الدور الأكبر في زيادة عدد أجيال الحشرات والآفات على اختلافها، ومنها حشرات الناموس التي زاد تعداد أجيالها بسبب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة خلال أشهر فصل الخريف السابق، وهو ما تسبب في بقاء أحد أجيال الناموس خلال بدايات الشتاء.
وأضاف أبو المعاطي في تصريحات لـ فيتو، أنه من المتوقع مع استمرار انخفاض درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة أن تختفي تلك الأجيال المتبقية من الحشرات، إلا إذا واجهنا ارتفاعات مفاجئة في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء كما حدث خلال الموسم الماضي.
ولفت أبو المعاطي إلى أن الظواهر المناخية المتطرفة التي تضرب مصر بشكل مفاجيء خلال السنوات الأخيرة مازالت بحاجة إلى فترات طويلة من الرسد والدراسة والمتابعة لربما يكون هناك قدرة على وضع توقعات مبكرة بحالة الطقس وطبيعة المناخ خلال فصول السنة خاصة مع انتهاء التعريف الروتيني للمناخ في مصر بإنه حار جاف صيفًا ودافيء ممطر شتاءً والذي أصبح من الماضي في ظل الظواهر المناخية التي نشهدها على مدار السنوات السابقة.
وتابع: " تغيرات المناخ أثرت بشكل بالغ على زيادة العوائل الخاصة ببعض الآفات، فمثلا تم رصد وجود إصابات بأفة "الاكاروس" وهي ظاهرة غير معتادة لأن البطاطس ليست من عوائل الأكاروسات، وهو مجرد مثال لما تفعله التغيرات المناخية بقطاع الزراعة وهو ما يجب التفاعل والتعايش معه بشكل علمي دقيق".
وكشف تقرير سابق صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" أن التحول في الاحترار والظروف المناخية والجوية الأخرى قد تؤدي إلى تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على الآفات الحشرية ومسببات الأمراض والأعشاب الضارة، مثل التغييرات في التوزيع الجغرافي للآفات، مثل مدى توسعها أو تراجعها، أو زيادة مخاطر دخول الآفات؛ التغيرات في الفينولوجيا الموسمية، مثل توقيت النشاط الربيعي أو تزامن أحداث دورة حياة الآفات مع النباتات العائلة والأعداء الطبيعيين؛ والتغيرات في جوانب حركية السكان، مثل الشتاء والبقاء على قيد الحياة، ومعدلات النمو السكاني، أو عدد الأجيال.
وبشكل عام، تتأثر جميع مراحل دورة الحياة الهامة للآفات الحشرية ومسببات الأمراض والأعشاب الضارة (البقاء والتكاثر والانتشار) بشكل مباشر بدرجة أو بأخرى بدرجة الحرارة، الرطوبة النسبية، جودة الضوء أو كميته، الرياح أو أي مجموعة من هذه العوامل.