السلطات السودانية تغلق جسور الخرطوم بالتزامن مع دعوات التظاهر غدا
أغلقت السلطات السودانية الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم بالتزامن مع حالة الترقب التي يشهدها الشارع السوداني جراء دعوات تظاهر أطلقتها لجان وقوى سياسية غدا السبت.
السلطات السودانية
وقررت لجنة الأمن بولاية الخرطوم إغلاق الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث باستثناء جسري (الحلفايا، وسوبا) اعتبارًا من مساء الجمعة.
وحذرت اللجنة مما وصفته بـ"الخروج عن السلمية والاقتراب من المواقع السيادية".
وقالت اللجنة، في بيان صحفي، إنها "في إطار خطة تأمين ولاية الخرطوم وحماية المواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم وجهت بإحكام قفل الكباري النيلية عدا جسري سوبا والحلفايا إعتبارًا من مساء اليوم الجمعة".
وأضافت: "الخروج عن السلمية والاقتراب والمساس بالمواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم مخالف للقوانين وسيتم التعامل مع الفوضى والتجاوزات مع التأكيد على حق التظاهر السلمي".
ذكرى الثورة السودانية
وفي ذكرى الثورة السودانية في 19 ديسمبر، تمكن المتظاهرون من تجاوز الحواجز الأمنية في الجسور ووصلوا إلى بوابة القصر الرئاسي بالخرطوم، منددين بالاتفاق السياسي الموقع مؤخرا، ومطالبين بالحكم المدني.
ولم تحدد لجان المقاومة والقوى الداعية للتظاهر، وجهة مواكب السبت، حيث كانت الاحتجاجات الماضية مركزية توجهت جميعها صوب القصر الرئاسي.
وأعلنت الشرطة السودانية، في بيان الجمعة، خطة لتأمين المواكب الاحتجاجية المرتقبة في العاصمة الخرطوم، مؤكدة إتاحة حرية التعبير السلمي.
وأوضح مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق حقوقي طارق الأمين أن الخطة تشمل أيضًا تأمين إحتفالات البلاد بأعياد الميلاد "الكريسماس" حيث أعلن مجلس الوزراء عطلة رسمية من السبت الى الإثنين القادم بهذه المناسبة.
ويرفع المتظاهرون منذ الحراك الأخير لاءات ثلاث "لا تفاوض، لاشرعية، لاشراكة" منادين بإسقاط الاتفاق السياسي المبرم بين رئيسي مجلس السيادة والوزراء في 21 نوفمبر الماضي.
عبدالفتاح البرهان
ويعيش السودان اضطرابا سياسيا منذ قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، والتي قضت بجل مجلسي السيادة والوزراء وفرض الطواري وتجميد عدد من بنود الوثيقة الدستورية.
وعاد الدكتور عبدالله حمدوك إلى منصبه رئيسا للوزراء بعد توقيع اتفاق مع البرهان، وساهم هذا الإعلان في إطلاق سراح المعتقلين وفك القيود على الاتصال والإتنرنت، لكن مازال يواجه رفضا شديدا من الشارع السوداني.
عبد الله حمدوك
وفي نهاية الأسبوع نقلت مصادر سودانية عزم حمدوك التقدم باستقالته من منصبه لأسباب بينها عدم الوصول إلى توافق سياسي، قبل أن يتراجع عنها بعد تدخل شخصيات سياسية.
ويعتبر 25 ديسمبر محطة مهمة في مسار الثورة السودانية التي أنهت حكم الإخوان، حيث انتقلت فيه الاحتجاجات إلى الخرطوم لأول مرة بدعوة من تجمع المهنيين السودانيين، بعد أن اندلعت في عطبرة ومدن أخرى.