اضهده ملك وكرمه رئيسان ودولة.. محطات في حياة عمر الجيزاوي | فيديو
المونولوجست عمر الجيزاوي، عرف بخفة ظله ومونولوجاته المضحكة، وطريقة إلقائه للأغاني بشكل كوميدي وحركات ساخرة، فهو أفضل من أدى الأغاني بطريقة تمثيلية، مع حركات إيقاعية مع اللحن على المسرح، متمسكًا بالزي الصعيدي من جلباب وطاقية ونبوت، حتى مع اختراقه مجال السينما، لم يفكر في التخلي عن زيه الصعيدي الذي يعود لإحدى قرى محافظة أسيوط.
نشأة عمر الجيزاوي
ففي مثل هذا اليوم ولد عمر سيد سيد سالم الذي عرف فيما بعد بإسم، عمر الجيزاوي فى 24 ديسمبر عام 1917، بقرية أبو تيج بمحافظة أسيوط، ودخل كُتاب القرية وتعلم فيه حفظ وقراءة القرآن الكريم، وشأن عائلته كشأن معظم أسر قرى الصعيد آنذاك ونظرًا لضيق ذات اليد اضطر في صغره للعمل في ورش الطوب والمعمار، وحتى بعد أن توسع والده في مهنة المقاولات والمعمار، ظل عمر الجيزاوي بمعاونة شقيقيه يعملون مع والدهم قبل أن ينتقلوا إلى محافظة الجيزة للبحث عن مصدر رزق أوسع، وتوفي إثر إصابته في 22 أبريل 1983 عن عمر يناهز 76 عامًا.
تعليم عمر الجيزاوي
لم يكمل عمر الجيزاوي تعليمه، فقد قرأ فى الكُتّاب وفضل العمل مع والده وأخويه في المقاولات وبينما كان في وسط عمال رفع الأسمنت على السقالة، كان يغنى وبالمصادفة سمعه حينذاك أحد المقاولين فطلب مشاركته فى احياء حفل زفاف ابنته، لينطلق بعدها فى كل أفراح المنطقة ومنها لمناطق أخرى قريبة حتى وصل إلى فرح جيهان السادات على أنور السادات، ومن إحياء الأفراح عالم السينما حيث أصبح أحد ثلاثى "الرحيمية قبلي".
أغاني عمر الجيزاوي
عدد من المونولوجات الشهيرة محفورة ومحفوظة في أذهان الجمهور المصري والعربي، لعقود طويلة من أشهرها: «اتفضل اشرب شاي – معانا الفاكك والفكوك معانا الكحل والنشوق»، والتي تعد من تراثيات الفن المصري أداها الفنان والمطرب الراحل عمر الجيزاوي بطريقته الكوميدية مرتديًا جلبابه الصعيد وعمامته الملفوفة ممسكًا بيده عصاه الطويلة، وبمجرد صعوده المسرح حتى يشعل حماسة جمهوره متفاعلين معه.
عمر الجيزاوي طريقته البسيطة كانت النافذة لإحياء أكبر الحفلات والفعاليات الفنية على المستويين المحلي والدولي والعالمي، حتى أنه تخطى مرحلة الغناء على المسارح والملاهي الليلية وصولا إلى إحياء حفل الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وطنية عمر الجيزاوي
رغم بساطته التي يراها جمهوره من طريقته وملابسه على المسرح أو حتى أمام الكاميرات في الأدوار التي يؤديها، إلا أن حياته وتفكيره كانت أعمق من أنه لم ير نفسه مجرد مؤد للأغاني بشكل كوميدي ومبهج فحسب ولكن كان يرى في مهنته دور أعلى وأسمى من مجرد الغناء فكان رجل وطني من الطراز الأول فكان من أوائل الذين أدوا الأغاني الحماسية ضد العدوان الثلاثي عام 1956، وكذلك أدى الأغاني الحماسية وقت حرب الاستنزاف، فحصل على التكريم من قبل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكرمه أيضا الرئيس محمد أنور السادات، وعلى النقيض من ذلك أنه قبل ثورة يونيو 1952، اتهمته الملكية بالشيوعية عندما رفض الغناء والمديح للملك.
تكريم فرنسا
وعلى الصعيد الفني حظي عمر الجيزاوي بالحفاوة والتكريم بسبب بصمته سواء في الغناء أو الشكل او الحركة التي تركها في أعماله، فلم تتوقف شهرته في مصر والوطن العربي فحسب بل وصلت أنه سافر لكثير من دول العالم بفرقته المسرحية وعرض على مسارح إيطاليا وباريس، ونظرًا لما حققه من نجاحًا مدويًا فى فرنسا فقررت عدد من الشركات الفرنسية طباعة صورته على علب الكبريت.
أغاني عمر الجيزاوي جمعت ما بين البساطة في الكلمات والأداء وبين السمو في المعاني، وذلك لأن أغانيه جمعت ما بين الإرتجال أو الشعر العامي المقتبس من الشارع، علاوة إلى تغنيه للكثير من كبار الشعراء، أمثال مصطفى الطاير وحسيب غباشي، وأيضًا عبدالرحمن الأبنودي الذى كتب له أغنية نادرة اسمها "البندقية" لحنها حسن نشأت.