ارتفاع غير مسبوق فى واردات السياحة وزيادة معدلات التصدير.. مكاسب تركيا من انخفاض الليرة أمام الدولار
يشهد سعر الليرة التركية انخفاضا قياسيا مقابل الدولار منذ يوم الجمعة الماضي بعد إعلان البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة مجددا في إطار البرنامج الاقتصادي للرئيس رجب طيب أردوغان.
وعلى الرغم من سخرية الكثيرين خلال الفترة الماضية من انهيار سعر الليرة التركية إلا أن خبراء الإقتصاد عددوا المكاسب التي حققتها تركيا جراء انخفاض قيمة عملتها مؤخرًا.
وقال الدكتور يسري الشرقاوي، الخبير الاقتصادي، ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن تركيا تستطيع أن تحقق العديد من المكاسب جراء انهيار سعر الليرة ولعل أبرزها في مجال الصادرات والواردات وكذلك السياحة.
وأضاف رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، في تصريح خاص لـ "فيتو"، أن تركيا ستتحول إلى منطقة جذب سياحي مؤقت لبعض مناطق أوروبا الشرقية وروسيا نتيجة انخفاض سعر الليرة مقابل الدولار، ولكن عدم تقديم خدمات سياحية بشكل جيد نتيجة التضخم الذي سيحدث في الشارع التركي سيؤثر بشكل سلبي على السياحة فيما بعد.
وأشار الدكتور يسري الشرقاوي إلى أن انخفاض سعر الليرة يعطى فرصة لزيادة الصادرات التركية خلال الفترة المقبلة لبعض الدول وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط ومصر، ولكن هذا سيكون لفترة مؤقتة؛ لأن استمرار انخفاض سعر العملة بهذا الشكل سيؤثر على المدى الطويل في بناء الإقتصاد التركي.
وألمح إلى أن ميزان الواردات التركي سينخفض خلال الفترة القادمة نتيجة لعدم قدرة العملة التركية على التحول أمام الدولار في الشراء العالمي، وهذا التأثير مؤقت وليس إيجابي لصالح بناء اقتصاد مستدام في تركيا.
وأوضح رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن انخفاض الليرة التركية أمام الدولار وغيره من العملات هو عرض لمرض يؤثر على الاقتصاد ومدخلات الإنتاج والتضخم في الشارع.
وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن أي إصلاحات تطلق من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مباشرة لا يمكن أن تأتي بحلول لأن السياسات النقدية لابد أن يحكمها فكر اقتصادي يدار بمعرفة البنك المركزي، وبفريق عمل مسئول عن التخطيط الاقتصادي للدولة مشيرًا إلى أن العملة التركية لن تستطيع التعافى إلا في غضون عامين على الأقل.
السياحة والعقارات
ومن جانبها ترى الدكتورة بسنت فهمى الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، إن تركيا قررت عن عمد تخفيض سعر الليرة معلقة: "دي حركة في منتهى الذكاء".
وعددت الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، في تصريح خاص لـ "فيتو"، المكاسب التي جنتها تركيا من انخفاض سعر الليرة ولعل أبرزها النشاط الكبير في السوق العقاري داخل البلاد والرواج السياحي وزيادة الصادرات في الفترة الأخيرة.
وأشارت " بسنت فهمى " إلى أن الاقتصاد التركي يختلف عن إقتصاديات الكثير من الدول الأخرى لأنها دولة منتجة من الإبرة للصاروخ، وعندما رأت التضخم العالمي المرعب خلال الفترة الماضية قررت خفض العملة لزيادة صادراتها، ورواج السوق العقاري بها.
وأكدت أن هذه الخطة نجحت في رواج كبير في السوق العقاري الأيام الماضية حيث إن العديد من مواطني الجنسيات الأخرى ذهبوا لشراء عقارات بتركيا عقب انخفاض سعر الليرة، ولعل أبرزهم العراقيون والإيرانيون، وهو ما تسبب في ارتفاع العملة الأجنبية داخل تركيا بشكل كبير.
وألمحت "بسنت فهمى" أن من يشترى العقارات هناك يضطرون لدفع الضرائب لتركيا، كما أنهم سيذهبون للعيش هناك رفقة عائلاتهم من فترة لأخرى، وهو ما سيتسبب بالتبعية في الرواج السياحي بشكل كبير، والمتابع للعملة التركية يرى أنها بدأت تستعيد عافيتها وترتفع مرة أخرى سريًعا، ولكن الأهم أن يكون لديها احتياطي مرتفع.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، إلى أن تخفيض عملة الدولة يضرها والتضخم يظهر في الشوارع إذا كانت مستوردة، لكن انخفاض العملة في الدول المصدرة تزيد من تصديرها.