هل أصبحت السوشيال ميديا خطر كبير على اللغة العربية؟
ما زال الخبراء من العالم العربي يرصدون كل المنغصات التي تواجه اللغة العربية رغم مرور يومين على اليوم العالمي للغة العربية، ما يؤكد أن هناك شعور بالخوف على الثقافة العربية، فاللغة تتعرض لمخاطر معقدة، وخاصة مع تسيد عالم السوشيال الميديا، ولجوء الشباب إلى التحدث بلغات مختلفة للتواصل مع العالم، أو استخدام لهجة عربية هجينة وخفيفة على أقل تقدير.
العناية باللغة العربية
يقول الدكتور فهد العتيبي، الكاتب والباحث، أن هناك ضرورة كبرى للعناية باللغة العربية، باعتبارها من أهم مفردات الهوية العربية، موضحًا أن المتابع لوضع اللغة العربية في العالم الافتراضي يرى تأخرها أمام اللغات الغربية لا سيما اللغة الإنجليزية التي أصبحت لغة العصر.
أضاف: التوجه نحو الإنجليزية قادنا إلى ضعف المحتوى العربي على الإنترنت، حيث يعجز أهل اللغة العربية عن مواكبة التكنولوجيا، مؤكدا أن اللغة العربية لا تتجاوز 3 % من إنتاج المحتوى الرقمي على الإنترنت.
أوضح الباحث أنه من الضروري القيام بمشاريع وطنية تعني بتعزيز وجود اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، والعمل على تجديد مفرداتها بما يتواكب مع العصر، مردفًا: كلما قويت اللغة العربية وأصبحت قادرة على منافسة مثل بقية اللغات كلما انعكس ذلك إيجابًا على الهوية الوطنية لا سيما في العالم الافتراضي.
الهوية الخفية
أشار الكاتب إلى أن الكثير من العلاقات البشرية انتقلت من العالم الواقعي إلى الافتراضي، ومن ضمنها تلك العلاقات والتفاعلات المجتمعية المولدة للشعور بالهوية الوطنية، مضيفًا: لم يعد مفهوم المجتمع الافتراضي مرتبطًا بسياق زمني أو مكاني، بل بمبدأ الاهتمامات الاجتماعية والثقافية المشتركة.
تابع: يعيش أفراد هذه المجتمعات بعيدين عن القيود الاجتماعية والدينية والقيمية، ويخلقون ما يسمى بالهوية الخفية التي تجعلهم يتقاربون بعيدًا عن الهوية الوطنية، مردفًا: يجب أن يبرز دور التعليم بمؤسساته المختلفة لتعزيز اللغة العربية لدى الشباب في العالم الافتراضي.
واليوم العالمي للغة العربية هو يوم للاحتفال باللغة العربية ويصادف 18 ديسمبر من كل عام، وتقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973.
القرار أدخل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.