تزداد بنحو 10 أضعاف.. سرعة ذوبان جليد الهيمالايا
اكتشف علماء المناخ أن معدل ذوبان الأنهار الجليدية في الهيمالايا قد زاد بنحو 10 أضعاف في العقود الأخيرة الماضية، مقارنة بالعصر الجليدي الصغير.
ذوبان الأنهار الجليدية
واستمر هذا العصر في هذه المنطقة من عام 1300 الميلادي إلى 1600 الميلادي، أما الآن فانخفضت مساحة الجليد في جبال الهيمالايا بنسبة 40٪. وقد نشر العلماء الدراسة بهذا الشأن في المجلة العلمية Scientific Reports.
وقال أحد مؤلفي البحث العلمي، جوناثان كاريويك من جامعة ليدز" البريطانية: "أظهرت أرصادنا أن الغطاء الجليدي في جبال الهيمالايا يتقلص بمقدار 10 أضعاف أسرع مما كان عليه في القرون الماضية. وحدث هذا التسارع، حسب الباحث، على مدى العقود القليلة الماضية، وإنه يتزامن مع بداية الاحتباس الحراري بشري المنشأ".
وبسبب الاحتباس الحراري، أصبحت درجة الحرارة في المناطق القطبية من الأرض أعلى بمقدار 4-9 درجات مئوية عما كانت عليه في القرون السابقة. ويخشى العلماء أن تنخفض مساحة المنطقة الجليدية القطبية قريبا إلى حد بعيد.. وعلى وجه الخصوص فإن العلماء يتوقعون أن ينخفض الغطاء الجليدي لجبال الألب بحلول منتصف القرن الجاري بنسبة 45٪، بغض النظر عن الإجراءات التي تتخذها البشرية.
واكتشف، كارفيك وزملاؤه أن الأنهار الجليدية في الهيمالايا، حيث تتركز أكبر الاحتياطيات من الجليد الجبلي على الأرض، تتغير بطريقة مماثلة. وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج جراء تحليل الصور الفضائية لجبال الهيمالايا والتي سمحت لهم بتتبع كيفية تغير سماكة الغطاء الجليدي في تلك الجبال منذ زمن ما يسمى بالعصر الجليدي الصغير.
وأطلق العلماء تلك التسمية (العصر الجليدي الصغير) على الفترة التي انخفضت فيها درجات الحرارة على الأرض بشكل ملحوظ، مقارنة بالعصور الوسطى والعصور القديمة، وأدى ذلك إلى زيادة مساحة الأنهار الجليدية، والتي بدأت في السنوات اللاحقة في الانحسار التدريجي مع زيادة متوسط درجات الحرارة السنوية في الجبال والمناطق القطبية. واستمرت هذه الفترة في جبال الهيمالايا من عام 1300 الميلادي إلى عام 1600 الميلادي.
وأظهر التحليل أن مساحة الغطاء الجليدي في جبال الهيمالايا تقل بنحو 40٪ عما كانت عليه في الماضي. وعلاوة على ذلك فإن غالبية التخفيضات في مساحتها حدثت في العقود القليلة الماضية.
ويرى، كارفيك وزملاؤه أن الأنهار الجليدية بدأت في التراجع في هذا الوقت أسرع بنحو 10 أضعاف مما كانت عليه في منتصف القرن الماضي وفي العصور التاريخية السابقة.
وأثرت هذه العمليات بشكل خاص على الأنهار الجليدية المرتبطة بالبحيرات الكبيرة، ويأمل العلماء أن المعلومات التي جمعوها ستساعد في التنبؤ بتطور الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا التي ستذوب بشكل أسرع في الأعوام القادمة. وقال، كاريويك وزملاؤه إن ذلك سيسمح لسلطات دول المنطقة بالاستعداد مقدما لاختفائها.