تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون في الفيوم
رصدت في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء كاميرات محافظة الفيوم وبعض السائحين ووكالات الأنباء العالمية والمحلية لحظة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بمحافظة الفيوم، بدون أي احتفالات رسمية كما كان يحدث سنويا، قبل جائحة كورونا التي تسببت في إلغاء احتفالات المحافظة بالحدث العالمي العام الماضي والعام الحالي.
إلغاء الاحتفالات
وكانت محافظة الفيوم عن إلغاء الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون هذا العام، والمقرر له اليوم 21 ديسمبر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التى تتخذها المحافظة لمجابهة انتشار فيروس “كورونا المستجد”.
وأوضح الدكتور محمد التوني المتحدث الرسمي لمحافظة الفيوم، أن احتفالية تعامد الشمس على قدس أقداس معبد قصر قارون، اليوم كانت قاصرة هذا العام على التوثيق والتصوير من قِبل المحافظة وكاميرات الصحفيين ووكالات الأنباء المحلية والعالمية، بسبب ظروف فيروس كورونا.
تاريخ معبد قصر قارون
يذكر أن "معبد قصر قارون" هو معبد من العصر اليونانى، ولا علاقة له بقارون الذي جاء ذكره في القرآن الكريم.
ومعبد قصر قارون كان مخصص لعبادة الإله سوبك و"ديونيسيوس" إله الخمر والحب "عند الرومان" ولكن سكان المنطقة في العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ ويبلغ عدد الحجرات مائة حجرة، وكانت تستخدم لتخزين الغلال واستخدامات كهنة المعبد في هذا الوقت.
ويوجد بمنطقة قصر قارون أقدم طريق برى يصل بين الفيوم والإسكندرية، وكان يستخدم في نقل البضائع أيام الرومان من الفيوم ومحافظات الصعيد إلى ميناء الإسكندرية ثم إلى أوروبا.
وأكدت إحدى الدراسات الحديثة تعامد الشمس على معبد قصر قارون في يوم 21 ديسمبر من كل عام، وتم تشكيل لجنة من علماء الآثار والتي أكدت ما جاء بالدراسة وأن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد في هذا التوقيت ويستمر التعامد حوالى 25 دقيقة.
وكان عدد من الباحثين الأثريين نشروا أبحاثا عن تعامد الشمس على قدس الأقداس في المعبد في هذا التاريخ من كل عام، والذي يوافق الانتقال الشتوى، وتأكدت اللجنة من صحة تعامد الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى في قدس الأقداس ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو ما أكده البحث لان هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك ) إله الفيوم في العصور الفرعونية والذي لا يجب أن يعرض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، خاصة وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء.
أصل تسمية الفيوم
وسميت الفيوم بإسم ( مر ور ) أى البحر العظيم يوم كانت المياه تغمر المنخفض كاملا، كما سميت أرض البحيرة المستصلحة بناءً على عمليات إستصلاح الأراضي من مياه البحيرة، وفي العصر اليونانى الرومانى أطلق عليها اسم ( كروكوديلوبوليس ) لوجود التماسيح بالبحيرة والذي كان معبودًا للفيوم تحت اسم (الإله سوبك) وكان يطلق عليها أيضًا اسم (برسوبك) أى دار الإله سوبك وتغير الاسم إلى (أرسينوى) تكريمًا لأخت زوجة بطليموس الثاني فيلادلفوس، وهى أصل ديموطيقى P3-ym أى با يم معناها اليم أو البحيرة التي تحورت إلى فيوم وأضيفت إليها آداة التعريف العربية بعد الفتح العربي فأصبحت (الفيوم).