يحب فلسطين ويكره إسرائيل.. جابريال بوريك رئيس تشيلي الجديد خليفة كاسترو وتشافيز
مع الساعات الأولى لفجر اليوم الإثنين، أعلنت اللجنة الانتخابية في تشيلي فوز مرشح الائتلاف اليساري جابريال بوريك في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 55.9 % من أصوات الناخبين في الجولة الثانية مقابل منافسه من اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست الذي حصل على 44.1 %.
وبات جابريال بوريك، الذي لا يتعدى سنه 35 عاما، أصغر رئيس يتربع على عرش تشيلي، وفور فوزه بالانتخابات، اتصل بالرئيس المنتهية ولايته سيبستيان بينيرا الذي سيغادر منصبه في شهر مارس المقبل، وقال له "سأكون رئيس جميع التشيليين". وسيؤدي بوريك اليمين الدستورية في 11 مارس المقبل.
فوز جابريال بوريك
من جهة أخرى هنأ مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع توتير، الرئيس المنتخب لنجاحه، وكتب: "تحدثت للتو مع جابريال بوريك وهنأته على نجاحه الكبير، من اليوم هو الرئيس المنتخب ويستحق كل الاحترام والتعاون البناء".
ولد جابريال بوريك في فبراير 1986 بمدينة بونتا أريناس، في أقصى تشيلي، وهو سياسي شاب تزعم جمعية طلاب جامعة الحقوق بتشيلي قبل أن يقتحم عالم السياسة في 2013 ويشارك في الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل.
ورغم صغر سنه، انتخب عضوا في مجلس النواب عن منطقة ماغالانيس والقطب الجنوبي التشيلي.
كاسترو وتشافيز
ويتوقع المراقبون لشؤون أمريكا اللاتينية، أن يسلك بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين، على غرار رئيس فنزويلا الراحل هوجو تشافيز والزعيم الكوبي فيدل كاسترو، لكن رغم إعجابه بهؤلاء القادة، إلا أن الوضع الذي آلت إليه التجربة الكوبية والفنزويلية ستحتم عليه أن يكون متوازنا في سياساته الاقتصادية والاجتماعية.
على المستوى الاقتصادي، يعد بوريك من أبرز المدافعين عن ضرائب التعدين في بلد يزخر بمناجم النحاس وبثروات معدنية أخرى، كما يخطط أيضا لفرض ضريبة على الثروات والطبقة الغنية إضافة إلى جعل التعليم مجانا في البلاد، فيما وعد بمنح المزيد من الحقوق الاجتماعية لسكان تشيلي، مع الحرص في نفس الوقت على اتباع سياسة ضريبية متوازنة.
تقنين الإجهاض
ومن بين الأهداف الاجتماعية التي يريد تنفيذها، تقنين الإجهاض وتسهيله في بلد يحتل الدين فيه مكانة بارزة، ومن المتوقع أن يواجه انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف ومن ممثلي الديانة المسيحية الذين يدافعون على التركيبة العائلية التقليدية.
جدير بالذكر أن جابريال بوريك قال عندما رشح نفسه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية: "إذا كانت تشيلي مهد النظام الليبرالي في أمريكا اللاتينية فهذه المرة ستكون مقبرته".
الحقوق الاجتماعية
شارك جابريال بوريك في المظاهرات الشعبية التي اندلعت في 2019 والتي كانت تطالب بنظام اقتصادي عادل يمنح الحقوق الاجتماعية للجميع ويكون فيه التعليم حقا مشروعا لكل شخص وليس فقط للأغنياء، شأنه شأن الضمان الصحي الذي يجب ألا يكون حكرا على الطبقة الغنية.
الرئيس التشيلي المنتخب مرتبط بأستاذة في العلاقات الدولية لكنهما غير متزوجين وليس لديهما أولاد، ترعرع برفقة إخوانه الاثنين في عائلة يسارية كانت تصوت دائما لصالح الحزب الاشتراكي، ودرس في جامعة بمسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى كلية الحقوق في العاصمة سانتياجو.
مناصر للقضية الفلسطينية
يعشق الكتب ويقرأ بشكل مفرط، وفي هذا الخصوص، قال لوكالة الأنباء الفرنسية: "أشعر بالراحة عندما أقرأ الكتب. أنا أصولى من منطقة باتاجونيا حيث يبدأ العالم وتلتقي جميع الحكايات والقصص الخيالية في مضيق ماجلان الذي ألهم العديد من الكتاب".
على صعيد السياسة الخارجية، يعتبر جابريال بوريك من مناصري القضية الفلسطينية ومعاد للسياسة الإسرائيلية، فقد زار الضفة الغربية في 2018 برفقة نائبين آخرين والتقى آنذاك بالرئيس محمود عباس أبومازن.