جريمة المنوفية بين يقظة مباحث التموين وغيبوبة حماية المستهلك
يوميا تضبط مباحث التموين كميات هائلة من الأغذية الفاسدة من كافة الأنواع والأصناف ومن كافة مناطق البلاد.. تضبط أغذية مهربة فاسدة وأخري مخزنة فاسدة وثالثة أغذية مصنعة فاسدة ورابعة أغذية فسدت بدون قصد من سوء التخزين وخامسة كميات من الأغذية والمنتجات من حصص التموين التي لا يحوز المتاجرة فيها !
يوميا كميات من اللحوم والدواجن والأسماك والدقيق والزيوت ومنتجات الألبان وغيرها وغيرها.. ويوميا تتم الإحالة إلي جهات التحقيق وينتهي الأمر بالغرامات ليذهب جهد شرطة التموين هباءا ليبدأوا من جديد مطاردة من سددوا الغرامات وعادوا إلي نشاطهم الإجرامي من جديد.. فأصغر محام يستطيع اللعب علي ثغرات وتناقضات القوانين ويخرج المتهمين من طائلة القانون! وبين ذلك كله يدفع ملايين من شعبنا الثمن غاليا من صحتهم بعد تسرب هذه السموم ببطء إلي أجسادهم !
في الوقت نفسه تحولت شبكات التواصل إلي ساحة جيدة لهؤلاء اللصوص لالتقاط زبائنهم المجني عليهم.. وخدمة التوصيل تكفي لتبقي الجريمة بعيدة ومستمرة وأصول الغش يكفي حتي لا يشعر أحد بكم وحجم ما يرتكب !
آخر هذه الجرائم ما أعلن عنه اليوم و٣٧ طنا من منتجات الألبان مصنوعة من دهانات طلاء ضبطت بإحدي قري محافظة المنوفية!! أو علي الأقل ساهمت الدهانات في منحها لونا جذابا أما الطعم فعند الشياطين حلول كثيرة كما قلنا! لكن لا نعرف كم طنا تسربت قبل ذلك إلي بطون الغلابة والبسطاء!!
جهازحماية المستهلك ينام في العسل وللأمانة لم يكن هذا أداؤه قبل فترة.. وآخر عهدنا بأداء قوي للجهاز كان مع اللواء راضي عبد المعطي.. ولا نعرف لماذا أستبعد ولماذا كانت اختيارات من بعده أقل مما نأمل ونريد !
جهاز حماية المستهلك يستحق فتح ملف أدائه كاملا.. ليس بعد غش الطعام جريمة.. والقوانين المعنية تحتاج إلي تغيير أو تعديل ينتهي إلي التشديد وهذا ملف آخر يحتاج إلي فتحه.. وسنفتحها جميعا ومعنا غيرنا بإذن الله!