قادر على انتشال مصر من مشاكلها المزمنة!
الاستثمار في البشر هو استثمار في المستقبل، فمنهم السواعد المنتجة والعقول المبدعة ودرع الأوطان وسيفها وظهيرها الحقيقي في الملمات والشدائد. كل تجارب النجاح مرت من العقل البشري. تطور البشر أنفسهم مر عبر تجارب طويلة تعلم فيها الإنسان كيف يتطور ويتكيف مع الطبيعة ليمر من العصر الحجري إلى البرونزي، ثم الحديدي..
وقد بدأ تاريخ الحضارة البشرية بالكتابة والتدوين.. حتى جاءت أولى آيات القرآن بقوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" رغم نزول الذكر الحكيم على نبي أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ما يعنى أن علينا أن نطلب العلم مهما تكن ظروفنا وأينما كان هذا العلم ولنا فيما فعله رسولنا الكريم القدوة والمثال فقد جعل صلى الله عليه وسلم فك أسرى بدر رهنًا بتعليم كل منهم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة.
أهمية العلم
كل تجارب النجاح قديمها وحديثها مرت من هنا، من بوابة التعليم والعلم، فهما أداة تنوير وتثقيف وتهذيب وترقية للسلوك والفكر والمشاعر وطريقة التفكير والتعامل مع الحياة.. بالعلم يرقى سلوك البشر وبالتدريب يزداد إنتاجهم وتزداد قوتهم وسطوتهم.. لا فضل لشعب على آخر إلا بالعلم والعمل ومنجزات الحضارة.
ولا يجادل أحد أن العلم والبحث البحث العلمي أمن قومي لمصر.. ورغم إدراكنا لكل ذلك، ومنذ زمن بعيد فلم نتحرك بالجدية المطلوبة إلا في عهد الرئيس السيسي الذي جعل التعليم أول اهتماماته، حتى أنه منذ أيام قليلة أعاد التأكيد بكلمات مختصرة واضحة الدلالة والمغزى أمام المنتدى العالمي للعلم والبحث العلمي الذي عقد بالعاصمة الإدارية “إن الدولة تقاتل من أجل إرساء المعرفة والتعليم الحقيقي في مصر. نحن جادون بإرادة لا تلين من أجل تقديم تعليم حقيقي بجودة عالية، ذلك أن التعليم الجيد أساس بناء الدول ونهضتها ومستقبل الشعوب وحضارتها، مشددًا أن التعليم الجيد هو حق من حقوق الإنسان.. وعندما أعطي للإنسان تعليمًا غير جيد فأنا لا أعطي له فرص حياة.. فبقدر جودة التعليم المقدمة له، وبقدر المعرفة التي يحصل عليها تتحقق له فرص العمل والمشاركة الحقيقية في الحياة”. لم يقف السيسي عند هذا الحد بل إنه وصف المعرفة الحقيقية بأنها كنز وثروة دفينة وذخيرة بشرية وطاقة إنتاجية..
ولا يداخلني أدنى شك أن رئيس مصر وحكومتها يدركان خطورة وأهمية العلم والتعليم، وهو ما وجد ترجمته في سلم أولويات الدولة أخيرًا.. ويؤمن الرئيس يقينًا أن العلم قادر على انتشال مصر من مشكلاتها المزمنة وتجنيبها مخاطر التخلف والتراجع اللذين عانت منهما عقودًا طويلة. وإذا كان الإنسان عدو ما يجهل، فالجهل عدو من يجهل.. ولا عذر لمن يجهل.. ما دام قد علم أن العلم فرض عليه لا يُترك.