بأمر داعش.. روجيت إيزي "العيد الايزيدي" مصبوغ بالدم
تحول ايزيديون العراق إلى غرباء في بلدهم في مشاهد دامية لمهجران "روجيت إيزي" (العيد الايزيدي) بعدما شن تنظيم داعش الإرهابي هجماته القاتلة على المجتمع الايزيدي خلال حملة إبادة جماعية لم تشهدها البشرية من قرون
عيد روجيت إيزي
وبأمر تنظيم داعش منع الاحتفال بالمهرجان الديني الايزيدي الذي يقام في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر من كل عام، حيث يحتفل الأيزيديون العراقيون بعيد "روجيت إيزي" الذي يلي ثلاثة أيام من الصيام. لكن في السنوات الأخيرة باتت المناسبة مصبوغة بالحزن، منذ إجبار "تنظيم داعش" آلاف الأيزيدين على النزوح من منازلهم.
وعيد "روجيت إيزي" أو عيد "عزي أو تعالى" تقليد قديم، ويعتبر مناسبة للتواصل مع الله، والاحتفال والصلاة من أجل السلام العالمي.
ويصادف العيد يوم الجمعة بعد أيام صيام ثلاثة إلزامية لكل أيزيدي باستثناء الأطفال والمرضى وكبار السن. ويبدأ الصيام يوم الثلاثاء وينتهي يوم الخميس، ويبدأ بعد شروق الشمس وينتهي بعد غروب الشمس من كل يوم.
ومع زيادة الأيام بعد الانقلاب الشتوي للأرض، يتخيّل المؤمنون الأيزيديون أن الشمس تولد من جديد. ويربط الأيزيديون الانقلاب الشتوي بظهور "إزيد"، شخصية مهمة تمثّل "تجلّي الله على الأرض".
خلية نحل
في صبيحة العيد، ينحر الأيزيديون الأضحية كل حسب إمكانياته، ويرتدون ملابسهم الجديدة ويبتهلون إلى الله كي يعمّ الخير عليهم، ويقيهم من الشرور والويلات. ثمّ تذهب النساء لزيارة المقابر حيث يبدأن بتوزيع الحلوى والسكاكر.
وبعد ساعة من عودة النساء من المقابر، تتحوّل القرية إلى خلية نحل، يتبادل خلالها الأيزيديون الزيارات العائلية، إلى أن ينتهي المطاف بكل عائلة في بيت كبيرهم للاحتفال.
بهذا المهرجان الذي كان يجلب البهجة للنازحين الأيزيديين حيث يحتفلون مع العائلة والأصدقاء ويتجمعون بملابس الأعياد. ولكن في نفس الوقت كان عيد الصيام مليئًا بالحزن والأسى.
اضطهاد لقرون
الأيزيديون، هم من أتباع الديانة التوحيدية، وتحتوي على عناصر مشابهة لديانات أخرى، مثل الزرادشتية والمسيحية والإسلام، إلا أنها تحافظ على تفسيرات وممارسات مختلفة بشكل ملفت للنظر.
يعتقد الأيزيديون أن الله، الذي يشيرون إليه بـ "Xwedê"، قد "سلّم الأمور الدنيوية إلى سبعة كائنات مقدسة، تُعرف باسم "Heft Sir"، أي ملاك الطاووس" الذي يعتبرونه الشخصية البارزة بين هذه الكائنات المقدسة، ويعتقدون أنه "الممثل الرئيس لله على وجه الأرض".
اليوم الأسود
تعرّضت الطائفة الأيزيدية في شمال العراق، على مدى ستة قرون، للاضطهاد من أنظمة مختلفة تعاقبت على حكم البلاد. وتشهد التقاليد الأيزيدية على 74 اضطهادًا عبر التاريخ، كان آخرها "الإبادة الجماعية" التي تعرّضوا لها على يد "تنظيم الدولة" الذي اجتاح العراق عام 2014.
ويعيش أكثر من 200 ألف نازح أيزيدي عراقي في مخيمات اللاجئين في كردستان العراق، فيما لا يزال مصير حوالي 3 آلاف امرأة وطفل مجهولًا منذ اختطفهم عناصر التنظيم.
ويُعرف الهجوم الذي شنّه "تنظيم داعش"، وأدى لسقوط سنجاز ونزوح جماعي للمجتمع الأيزيدي، باسم "اليوم الأسود" أو "روجا رش".
الغربة في الوطن
بعد سبع سنوات من هجوم "تنظيم داعش"، يواجه الأيزيديون في المخيمات تداعيات "الإبادة الجماعية" عام 2014، حيث يكافحون من أجل المياه والكهرباء، فيما الرعاية الصحية بعيدة المنال بسبب تكلفتها المالية المرتفعة.
وينتظر الأيزيديون تنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومتين العراقية والكردستانية لإعادة الاستقرار لمنطقة سنجار، ما قد يسمح لهم بالعودة إلى أراضيهم.
وفاقمت جائحة كوفيد 19 صعوبة الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين. واضطر الكثيرون إلى الاختيار بين البقاء في المخيمات، وتحمّل عمليات الإغلاق وفقدان مصادر رزقهم، أو تحمّل مخاطر العنف السياسي والعسكري الذي تنطوي عليه العودة إلى ديارهم.
وبينما يحتفل الأطفال الأيزيديون بالعيد، يعاني آباؤهم من حزن وأسى نتيجة النظر إليهم على أنهم غرباء.