رئيس التحرير
عصام كامل

كيف خرج الإسلاميون من التاريخ الحديث لبلدانهم

الإسلاميين
الإسلاميين

لا يتراجع الإسلاميون قيد أنملة عن محاولات استغلال الدين بكل الطرق، لا ترضى بأي تفسيرات أخرى لا تناسبها، تتبع حيلة ممنهجة ‏لشيطنة أي خروج عن المساحات التي تجعلها فوق الجميع، وبيدها وحدها طكوك الجنة والنار، تدخل من تشاء في الدين وتخرجه ‏منه حسب مصالحها، لهذا خرجت كليا من التاريخ الحديث للبلدان العربية والإسلامية. ‏


انحراف عن الدين ‏

يقول محمد الساعد، الكاتب والباحث، إن التيارات الدينية انحرفت عن الدين طوال العقود الماضية، وحاولت دائما الهيمنة عليه ‏واستغلاله لصالحها وإرهاب الخصوم به، بدلا من الخضوع له ولتعاليمه، ‏باعتباره المهيمن على حياة المسلمين دون وجود تيارات ‏إسلامية، أو فصائل تريد الدين وسيلة للوصول إلى الحكم. ‏


أوضح الساعد أن الإسلاميون من التنظيمات المختلفة، سخروا الدين الإسلامي لخدمتهم منذ ظهورهم في المجال العام للبلدان ‏الإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية في عشرينات القرن الماضي، لهذا استباحوا المحرمات وحرموا المباحات، مردفا: ‏أخطر ما ‏قاموا به هدم أساس الدين الإسلامي، وبسبب تعنتهم زاد الإلحاد بدرجة غير مسبوقة في تاريخ بلدان المنطقة، وأصبح هناك ميلا ‏لإبعاد التشريع الديني عن المرجعية القانونية، خوفا من سيطرة الإسلاميين على الحكم وتحويل البلدان  العربية إلى أفغانستان ‏جديدة. ‏


واختتم: انحرف الإسلاميون عن المصالح العليا للأمة واعتمدوا على تكتيكات سياسية شيطانية نتج عنها ملايين الضحايا،لافتا إلى ‏أن هذه ‏التنظيمات وعلى رأسها الإخوان سينضمون قريبًا إلى إخوتهم من الجماعات المارقة في التاريخ الإسلامي الخوارج ‏والقرامطة ‏والحشاشين، الذين تلوثوا بعار الخيانة والخروج عن الجماعة والانحراف عن الدين.‏


ظهور الإسلام السياسي ‏

و"الإسلام السياسي" مصطلح ظهرَ حديثًا ويشير إلى مجموعة واسعة من الأفراد أو الجماعات الذين يدافعون عن تشكيل الدولة ‏والمجتمع وفقًا لفهمهم للإسلام، وللإشارة إلى النشاطات واسعة النطاق للأفراد والمنظمات المؤيدة لتحويل الدولة والمجتمع ككل ‏للاستناد إلى الدين في كل شيء حسب رؤيتهم له. ‏

وظهر مصطلح الإسلام السياسي لوصف حركات دينية، تسوق الدين باعتبارها نظامًا سياسيًا للحكم، واتخذت من الإسلام شعارا ‏لتحقيق أهدافها، عبر هدم المنظومة السياسية والتشريعية كلها، وإقامة نظام آخر على طريقة القرن الأول الهجري، دون اعتبار ‏للمتغيرات الزمانية، حيث تعيش جماعات الإسلام السياسي على رثاء المجد القديم للدولة الإسلامية.  ‏

الجريدة الرسمية