رئيس التحرير
عصام كامل

سامح عسكر: الإخوان يبحثون دائما عن دور الضحية في المعارضة والسلطة

شعار الإخوان
شعار الإخوان

قال سامح عسكر، الكاتب والباحث: إن السبب الرئيسي في فشل جماعة الإخوان الإرهابية، في الحُكم ليس فقط فقدانهم برنامج ‏واقعي للسلطة بعيدًا عن الخلافة التي ولَّى زمانها، لكن لأنهم يبحثون دائمًا عن دور الضحية ليعيشوه حتى بعد صعودهم للمُلك؛ ‏فالشعب قد يتعاطف مع الضحية في أي وقت لكنه لن يتعاطف معه إذا صار رئيسًا.‏

 

الإخوان ودور الضحية 

وأضاف: لم يغادروا صورة الضحية حتى بعد فوزهم بالرئاسة، ولم يبحثوا عن الاتصال والدبلوماسية مع الأحزاب أكثر من رفعهم ‏شارات الضحية والمؤامرة، ففقدوا الاثنين معًا، مردفًا: الشعب الذي لا يتعاطف مع الحاكم الضعيف، والأحزاب التي شعرت بالخيانة ‏من جماعة صارت تُكفّرهم عيانا.‏


وتابع: دور الضحية يصلح فقط للمعارضة لكنه لا يصلح للحُكم، فهو دور وظيفته فقط للحشد الجماهيري وكسب تعاطف ‏البسطاء، لكن الحُكم يمس مصالح البسطاء بشكل مباشر، وبالتالي العيش في وهم الضحية مع الجماهير وأنت ملكًا عليهم لا يُقنعهم ‏بل يؤدي لاحتقارهم لك، وكراهيتهم لغباء وضعف وخيانة من يُلحّ عليهم.‏


صراع جبهات الإخوان ‏

وكانت الأيام الماضية ‏شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء‏ ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏

تجريد محمود ‏حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم‏ ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

‏ ‏
مصادر تمويل الجماعة

وعلى جانب ‏آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

‏ ‏

ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن ‏كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

‏ ‏
وبعد رفض القيادات ‏المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة ‏لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.‏‎ ‎

‏ ‏

لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي ‏من ‏الطرفين.‏

الجريدة الرسمية