رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وزيارة رد الاعتبار لـ"الجامعة المصرية"!

قل عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس ما تشاء.. عن الافتتاحات الجديدة لمستشفى كبير ومتخصص لا تريده محافظة كفر الشيخ فحسب وإنما تحتاجه محافظات الدلتا كلها.. تحدث عن الرمال السوداء واستغلالها وكيف أصبحنا نستثمر ثرواتنا بالشكل الأمثل بعدما كنا نصدرها خاما لتعود لنا منتجات بأضعاف أضعاف قيمتها.. بل تحدث عن لقاء الرئيس السيسي بالمجلس الأعلى للجامعات بجامعة إقليمية حديثة نسبيا.. بل تناول توجيهات الرئيس السيسي لرؤساء الجامعات وضرورة الاهتمام بالمتفوقين والنوابغ وأهمية العلم وعن دعم الدولة الكامل لمنظومة الجامعات تقديرا لدورها المهم وإيمانا بأن التعليم الجامعي المتميز والمتطور هو قاطرة التقدم التى تقود الأمم إلى مستقبل أفضل.

 

كل ما سبق صحيح تماما.. لكن تبقى الرسالة الجوهرية والأساسية والأهم والمطلوب أن تصل لكل من يعنيه الأمر من زيارة الأمس وأن تتداول علي أوسع نطاق.. أن الجامعة المصرية هي بيت العلم والعلماء ولا يصح أن تهتز الثقة بها مهما جري.. يمكن قبول الانحراف في أي مكان إلا داخل الحرم الجامعي! سبعة وعشرون رئيسا لسبعة وعشرين جامعة مصرية حكومية لا يضرهم من ضل طالما اهتدوا.. وفساد عضو لا يعني.. ولن يعني.. فساد المنظومة كلها!

 

 

الجامعة المصرية.. كمؤسسة عريقة.. ككيان مقدس في الضمير الجمعي المصري.. أعيد لها البهاء أمس.. وأزيح عنها ما تراكم عليها من غبار.. لم يقف الرئيس متفرجا والشك يحاصر الجامعة المصرية ويشوه دورها وشكلها.. ويعصف بها إلي هوة لا تليق بها.. ويعيدها بإجراء واحد إلى المكان اللائق.. لم ينتظر الرئيس السيسي حتى يحل عيد كفر الشيخ القومي في نوفمبر القادم.. ولا لاحتفالات ٣٠ يونيو بعد أشهر.. كانت الرسالة والهدف من ورائها لا يحتملان التأجيل.. المواجهة مع قوى الشر ومع الشر نفسه يقتضيان القيام بأي عمل لتجديد الثقة بمعاهد العلم والعلماء.. ورد الاعتبار للدور وللمكانة والنظر للمستقبل فلا مكانة ولا مكان بين الأمم إلا بالعلم! 

وقد وصلت الرسالة..

الجريدة الرسمية