الزراعة وأكساد ينفذان أول سد ركامي في مطروح لمنع هدر مياه الأمطار في البحر المتوسط
تفقد فريق بحثي علمي من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» برئاسة الدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة المناطق البدوية في مطروح وبحضور خبراء مركز التنمية المستدامة التابع لمركز بحوث الصحراء مواقع إنشاء 10 سدود لحصاد مياه الأمطار في محافظة مطروح منها أول سد ركامي بنظام «الجابيونة» للحد من وصول مياه الأمطار إلى البحر المتوسط والاستفادة منها في الزراعات المطرية بالمنطقة وخدمة بدو مطروح.
وقال الدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة إن هذا النموذج الجديد من سدود الإعاقة لمياه الأمطار يساهم في تخزين كميات من مياه الأمطار لخدمة أهالينا في المنطقة المجاورة للبدء في استغلال مياه في بعض الزراعات المطرية وتلبية احتياجات المياه لتربية الماعز والأغنام بما يمكن من تحقيق الاستقرار لبدو مطروح في المناطق المجاورة للمشروع، مشيرا إلى أن هذه المشروعات تأتي في إطار خطة الدولة المصرية للنهوض بمناطق الساحل الشمالي ومطروح من خلال التوسع في الزراعات التي تتحمل ندرة المياه مثل التين والزيتون وتنمية المراعي وخطة الرئيس لتنمية الساحل الشمالي الغربي.
وأضاف «خليفة» أن النظام الجديد لإقامة هذه السدود في مناطق سقوط الأمطار في مطروح هو الأقل تكلفة مقارنة بالسدود الإسمنتية وأعلى كفاءة ويمكن من استكمال الحماية لهذه السدود من خلال الإطماء حول السد والاستفادة من الترسبات الطينية في تحسين خواص التربة بدلا من انزلاقها إلى مياه البحر المتوسط وعدم الإستفادة منها أو من حصاد مياه الأمطار، مشيرا إلى أن «أكساد» نفذت العديد من المشروعات التنموية في مصر بإنشاء 810 منشآت حصاد مياه بإجمالى سعة تخزينية 170 ألف متر مكعب من مياه الشرب.
وأوضح مدير مكتب «اكساد» بالقاهرة إنه تم تنفيذ مشروع «حصاد المياه والممارسات الزراعية الجيدة بمطروح» بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومنظمة الفاو لإنشاء 181 بئرا باجمالى سعة تخزينية 18100 متر مكعب من مياه الشرب، وإنشاء 125 حقلا إرشاديا نموذجيا لزراعات التين والزيتون وإنشاء 25 مزرعة نموذجية تشمل بئرا وشبكة رى بالتنقيط بكافة مشتملاتهاـ مشيرا إلى أن هذه المشروعات تساهم في الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتحقق أهداف الدولة المصرية في التنمية المستدامة.
ولفت «خليفة»، إلى أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ينفذ بالتعاون مع مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح مشروع (الإدارة المتكاملة لمناطق السقوط المطري) من خلال عدد الأنشطة فى مجال حصاد المياه وصيانة التربة والحد من تدهور الأراضي وإعادة تأهيل أراضى المراعى وتتمثل تلك الأنشطة فى إنشاء سدود «الجابيونات» لأول مرة بمحافظة مطروح بطول واحد كيلو متر بوادى الزرقا، وتعد بديلا عن السدود الاسمنتية فى بطون الاودية وتتميز بانها أقل كلفة وأكثر مرونة من السدود الاسمنتية وتأتي ضمن الخطة الاستراتيجية للدولة المصرية وفقا للبعد التنموية لها.
وأشار مدير مكتب «أكساد» في القاهرة، إلي إنه سيتم وفقا لهذا البروتوكول تنفيذ عدد 10 سدود «جوابي» لحصاد مياه الأمطار بسعة تخزينية 150 مترا مكعبا لكل سد «جابية» بإجمالى 1500 متر مكعب، بالإضافة إلى إنشاء مائة سد حجري فى عدد عشر وحدات رعوية بإجمالى 2000 متر مكعب سدود حجرية، بالإضافة إلى إجراء دراسات علمية لوادي الزرقا تشمل دراسة هيدرولوجية ودراسة عن الغطاء الارضي والنباتي بالوادي الى جانب دراسة لتقدير كميات التربة المنجرفة سنويا بالوادي.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء أنه تم تنفيذ عدد من مشروعات التعاون المشترك مع المركز العربي «أكساد» منها مشروع تثبيت الكثبان الرملية بواحة سيوة، حيث تم انشاء حزام اخضر بطول حوالى واحد كيلو متر مكون من أربعة صفوف من الأشجار كمصدات للرياح والرمال اعتمادا على استخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة.
وأضاف «زغلول»: إنه تم أيضا تنفيذ مشروع مشترك لإعادة تأهيل الموارد الطبيعية المتدهورة بمحافظة مطروح والذي عمل على إنشاء سدود أسمنية فى وادى البقرة إلى جانب إنشاء «سوندات» للري التكميلي لخدمة الزراعات بالمنطقة، بالإضافة إلي مشروع تثبيت الكثبان الرملية وحماية البنى التحتية فى محافظة شمال سيناء فى منطقة بالوظة من خلال وسائل التثبيت الميكانيكي والحيوي من خلال إنشاء حزام أخضر بطول واحد كيلو متر.
ومن جانبه قال المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة في مطروح إن منطقة مطروح تشهد نهضة كبيرة في مجال مشروعات حصاد مياه الأمطار وزيادة المساحات المنزرعة نتيجة لهذه المنشآت بطول الساحل من السلوم غربا وحتى الضبعة والحمام شرقا موضحا أن المرحلة الحالية تشهد تنفيذ العديد من الأنشطة التي تخدم الظهير الصحراوي للساحل الشمالي الغربي ضمن إستراتيجية الدولة لتنمية مناطق الساحل الشمالي في كل المجالات.
وأضاف «الأمير»، أن هذه المشروعات تتم بالتعاون بين المركز و«أكساد» لتنفيذ بعض الأنشطة التي يمولها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، من خلال أنشطة زراعية أو حصاد المياه وتنمية الثروة الحيوانية والمراعي وإقامة تجمعات تنموية تشمل إنشاء مدارس ومناطق خدمية مثل الوحدات الصحية وشبكات الطرق لخدمة واستقرار الأهالي في مناطقهم.
وأوضح مدير مركز التنمية المستدامة أن الدولة المصرية ووزارة الزراعة تقدم كل الدعم لتنمية هذه المنطقة مما يؤدي إلى تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية لأهالي المنطقة، موضحا أن التعاون مع «أكساد» للإستفادة من خبرات المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، بخبرائها المتميزين في هذه المجالات لما له من خبرة واسعة ومشروعات تم تنفيذها في المنطقة كمنظمة عربية متخصصة في مجالات الموارد المائية ومكافحة التصحر وتنمية المراعي.
وضم الفريق البحثي الدكتور إبراهيم داوود خبير الأراضي في «أكساد» والمهندس عربي منصور الخبير في الأراضي والمياه في مركز التنمية المستدامة في مطروح والمهندس خميس عبدالقادر مهندس المياه في مركز التنمية المستدامة.