كييف تعتزم فرض حالة طوارئ تحسبا لأي اعتداء روسي محتمل
أعلن عمدة العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو أن سلطات المدينة تستعد لفرض حالة طوارئ تحسبا لأي اعتداء محتمل للجيش الروسي على أوكرانيا.
سيناريوهات مختلفة
وقال كليتشكو في مقابلة أجرتها معه صحيفة "بيلد" الألمانية ونشرت وكالة TSN الأوكرانية اليوم الثلاثاء مقطعا منها: "هناك سيناريوهات مختلفة لاعتداء الجيش الروسي على أوكرانيا، وعلينا أن نكون مستعدين لكل منها، ونحن في مدينتنا كييف نستعد لفرض حالة طوارئ ممكنة وأنا كعمدة أقوم بتنظيم الدفاع المدني. لقد كثفنا جهودنا لتعبئة وإعداد أفراد الاحتياط".
وفي وقت سابق أفادت إدارة هيئة الطوارئ الأوكرانية في كييف بأن لجنة خاصة قامت بفحص حالة منشآت الدفاع المدني في المدينة، بما فيها مخابئ ضد القنابل في ثلاث مناطق داخل المدينة.
غزو روسي
وتتردد في كييف والعواصم الغربية في الفترة الأخيرة تصريحات حول "غزو روسي" محتمل لأوكرانيا، ورفض الكرملين هذه الادعاءات واصفا إياها بالفارغة والعارية عن الصحة والتصعيدية.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا لا تشكل تهديدا على أحد، مع أنه لم يستبعد تدبير استفزازات بهدف إعطاء مصداقية لهذه الادعاءات، محذرا من تبعات أي محاولة لحل النزاع في جنوب شرق أوكرانيا بالقوة العسكرية.
وبحسب بيسكوف فإن روسيا تجهد لمساعدة أوكرانيا على تسوية النزاع في دونباس في إطار رباعية "النورماندي" (فرنسا، ألمانيا، روسيا، أوكرانيا) وعلى أساس اتفاقات مينسك.
يذكر ان أستاذ العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، أكد أن سيناريوهات الصدام المباشر بين روسيا وحلف الناتو بسبب أوكرانيا مستبعدة تمامًا، وأنه من المحتمل عودة السيناريو المكرر فى إطار المواجهات السابقة واستمرار العقوبات على روسيا التى بدورها لن تقدم أي تنازلات فى ملف أوكرانيا، وذلك لعدة اعتبارات متعلقة بأهمية الملف إستراتيجيا، مما يعنى استمرار حرب التصريحات غير المباشرة بينها وبين أعضاء الحلف الذين سوف يسعون إلى دفع روسيا إلى حافة الهاوية.
وأضاف أن السيناريو الثانى يتمثل فى إمكانية التوصل لحل وسط لإبقاء الوضع إلى ما هو عليه دون أن يكون هناك تمدد لتلك الأزمة، وذلك نظرًا لأن أوكرانيا بمنزلة جزء من الكل أي أنها مسألة من المسائل المتنازع عليها بين روسيا والناتو وليس الوحيدة فهناك العديد من الملفات التى تعد محط الخلاف، مثل النووى الإيرانى والأمن الأوروبى ومنظومة العقوبات وغيرها من الملفات المفتوحة إضافة إلى الملف السورى والليبى ومنطقة إقليم شرق المتوسط، مضيفا أن أوكرانيا ليست محل الخلاف الوحيد مع حلف الناتو وروسيا، ومن المحتمل أن يحدث إدراج فى بعض الملفات مقابل ملف أوكرانيا، وهو نفس السيناريو الذى حدث عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم وإدارتها بطريقة خاصة، لذا فأوكرانيا لن تكون المشكلة الوحيدة فى العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسى، وربما سيتم ما يعرف باسم المقايدة السياسية مقابل ملف أوكرانيا.