فى ذكرى ميلاده.. محطات فى حياة الأديب الصحفى جورجى زيدان
أديب وروائى ومؤرخ لبنانى، لمساته خالدة فى مجال الصحافة بتأسيسه مؤسسة صحفية عريقة هى مؤسسة دار الهلال الأديب جورجى زيدان ، ولد فى مثل هذا اليوم 15 ديسمبر 1861 لأسرة لبنانية مسيحية بسيطة، تعلم بالمدارس اللبنانية الإنجليزية والفرنسية وبالرغم من أنه كان شغوفا بالعلم والقراءة إلا أنه عمل مع والده فى مطعم يمتلكه، وتوثقت صلته بالكثير من الادباء والصحفيين وأهل اللغة والفن عن طريق المطعم منهم يعقوب صروف وفارس نمر وسليم البستانى، وتأثر كثيرا بمناهج المستشرقين.
وتحقيقا لرغبة والدته فى أن يتعلم حرفة بعيدا عن والده فعمل فى صناعة الأحذية لمدة عامين وقرر السفر إلى مصر للتقدم للدراسة بكلية الطب ونجح فى البداية بكلية الطب.
مرحلة الكتابة والأدب
إلا أن شغف القراءة والأدب ظل يطارد جورجى زيدان، لتجه للحصول على القدر الذى يعينه على الحياة فى مصر إلى كتابة المقالات فى جريدة الزمان اليومية التى كان يصدرها عكسان صرافيان فى القاهرة وكانت الصحيفة اليومية الوحيدة التى تصدر فى القاهرة فى هذا الوقت بعد أن عطلت بريطانيا الصحافة المصرية بعد الثورة العرابية.
إلى جانب ذلك عمل جورج زيدان مترجما فى مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة، ثم عاد إلى بيروت فتعلم بها اللغات العربية والسريانية، وألف كتاب "تاريخ اللغة العربية "، ثم عاد ليستقر فى مصر وعمل فى جريدة المقتطف لصاحبها فارس نمر حتى عمل بها زيدان رئيسا للتحرير إضافة إلى العمل فى مجال التأليف والترجمة.
إصدار مجلة الهلال
ثم جاءت مرحلة تأسيس مجلة "الهلال" التى صدر العدد الأول منها عام 1892، وكان جورجى زيدان يديرها ويحررها بنفسه، ثم ساعده فيها ابنه اميل، وفى خلال خمس سنوات أصبحت الهلال من أوسع المجلات انتشارا، ويكتب بها عمالقة الفكر والأدب، ورأس تحريرها عدد كبير من الأدباء والكتاب مثل أحمد زكى وحسين مؤنس وعلى الراعى وصالح جودت وغيرهم، فى حين تفرغ زيدان لكتبه وترجماته.
دراسة تاريخ الإسلام
كما تفرغ جورجى زيدان لدراسة تاريخ الإسلام والفتوحات الإسلامية وأصدر كتابه "تاريخ التمدن الإسلامي" مما أهله لانتدابه لتدريس مادة التاريخ الإسلامى فى الجامعة الإسلامية فور إنشائها عام 1908، إلا أنه واجه اتهاما بتشويه التاريخ الإسلامى من خلال رواياته التاريخية التى كان يقدمها بشكل قصصى فيه قدر من الرومانسية ليقربها إلى الجمهور العربى مستشهدين بروايته "العباسة أخت الرشيد أو نكبة البرامكة "، مشيرين إلى أنه شوه فيها سيرة هارون الرشيد، وجرح فيها بأخته العباسة بنت المهدى، وأفصح فيها عن نزعته الشعوبية، وتعاطفه مع الأقليات لكنه صمد لهذه الاتهامات وكانت له ردودا عليها فى مقالاته المترجمة.
تراث جورجى زيدان
رحل جورج زيدان عام 1914 تاركا خلفه مجموعة من المؤلفات التى أثرت المكتبة العربية منها: العرب قبل الإسلام، تاريخ التمدن الإسلامى، تاريخ الماسونية العام، وأصدر عشرين رواية منها رواية فتاة غسان، عذراء قريش، المملوك الشارد، شجرة الدر وغيرهما بالإضافة إلى إصداره تراجم عن مشاهير الشرق فى الأدب، والفلسفة اللغوية فى الألفاظ العربية، وطبقات الأمم، وعجائب الخلق، بالإضافة إلى سلسلة روايات تاريخ الإسلام المكونة من 18 مجلدا.