ترحيل اللاجئين.. مأساة جديدة تضرب الأفغان بسبب طالبان
سلطت الصحف العالمية الضوء على مأساة جديدة تضرب الأفغان، بعد ورود تقارير تفيد بأن النظام الإيراني كثف من عمليات الترحيل للاجئين الذين يخشون بطش حركة ”طالبان“.
إيران تكثف عمليات ترحيل الأفغان
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن النظام الإيراني كثف في الفترة الأخيرة من وتيرة ترحيل اللاجئين الأفغان الذين فروا من بطش حركة ”طالبان“ والفقر أيضًا.
وأشارت إلى أن ”العدد القياسي لعمليات الطرد خارج البلاد“ زاد بسبب التوتر على الحدود الإيرانية الأفغانية بعد أشهر من انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
سقوط كابول
وأضافت الصحيفة أنه على عكس ما فعلته إيران وباكستان في الثمانينيات والتسعينيات عندما فتحتا أبوابهما لملايين اللاجئين الأفغان الفارين من ”الاحتلال السوفيتي“ ثم الحرب الأهلية وولاية ”طالبان“ الأولى، فمنذ سقوط كابول في أيدي طالبان في 15 أغسطس الماضي، أغلقت إسلام آباد حدودها تقريبًا أمام اللاجئين، وقامت طهران بترحيل مئات الآلاف من الأفغان في الأشهر الأخيرة لعدم استعدادها للنظر في طلبات اللجوء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم ترحيل ما بين 2500 و4000 أفغاني يوميًا من قبل السلطات الإيرانية وينتهي بهم المطاف في مدينة زرنج الأفغانية الحدودية مع إيران، وهذا يفاقم الوضع المتوتر بالفعل على الحدود بين البلدين، حيث تبادل الطرفان في وقت سابق من الشهر الجاري إطلاق النار بقذائف ”المورتر“ والمدافع الرشاشة بعد خلاف بين مزارعين إيرانيين ومقاتلي ”طالبان“ حول ترسيم الحدود.
وقالت ”الجورنال“ في تقرير لها: ”وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنه عاد ما يقرب من نصف مليون أفغاني دخلوا إيران بشكل غير قانوني منذ أغسطس الماضي وحتى الخامس من ديسمبر الجاري“.
وأضافت: ”يزداد إقدام الأفغان على الفرار، ليس فقط لأنهم يخافون من طالبان، حيث ردت الولايات المتحدة على سيطرة الحركة بفرض عقوبات اقتصادية شلّت النظام المالي، وأوقف المانحون الدوليون معظم المساعدات. علاوة على ذلك، ساهمت طالبان في الانهيار الاقتصادي من خلال منع معظم النساء من العمل والتعليم.. وبشكل عام، تقلص اقتصاد البلاد بنسبة 40 % منذ أغسطس“.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن إحجام إيران عن استضافة اللاجئين الأفغان يعود إلى أزمة اقتصادية عميقة خاصة بها، حيث تواجه عقوبات أمريكية شديدة التقييد دفعت الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، إبراهيم رئيسي، إلى التعهد بخلق المزيد من الوظائف وتعزيز الإنتاج المحلي وتقييد الهجرة.
وفي مثال آخر على تفاقم الأوضاع، ذكرت الصحيفة أنه حتى قبل استيلاء طالبان على السلطة، علقت العديد من الدول الأوروبية مؤقتًا عمليات ترحيل الأفغان، مستشهدة بالتغير السريع للوضع الأمني في أفغانستان وعدم القدرة على ضمان سلامة العائدين، موضحة أن الدول الأوروبية تستضيف نسبة ضئيلة جدًا من الأفغان المشردين في العالم.