بثمن بخس.. أم تبيع طفلها لإطعام شقيقه التوأم في أفغانستان
لا يكاد يمر يوم من دون قصة محزنة تجسد البؤس والفقر في أفغانستان، وآخرها بيع سيدة لطفلها من أجل الحصول على المال الذي يساعدها على إطعام وإعاشة شقيقه التوأم.
وباعت الأم الأفغانية البالغة من العمر 40 عاما، من ولاية جوزجان شمالي البلاد، الطفل لزوجين ليس لديهما أولاد، مقابل مبلغ يعادل 104 دولارات، قالت إنها ستستخدمه في شراء طعام يكفي عائلتها لمدة 6 أشهر.
وساءت أحوال العائلة الأفغانية بعدما أجبرت على ترك مزرعتها في وقت سابق من هذا العام بسبب الجفاف، الأمر الذي اضطر الزوج والابن الأكبر للعمل في وظائف عدة، قبل سيطرة "طالبان" على البلاد في أغسطس الماضي.
وفي حديث لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، قالت الأم إنها أنجبت توأمين، صبي وفتاة، قبل 5 شهور، وبعد فترة قصيرة من رحيلهم عن مزرعتهم.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية رواية السيدة الأفغانية، حيث قالت إنها خططت في البداية للاحتفاظ بالطفلين، لكنها بالكاد كانت قادرة على الحصول على ما يكفي من الطعام، وكان عادة الخبز وأحيانا مسحوق الحليب.
وتضيف السيدة أن زوجها لم يستطع العمل سوى ليوم واحد في الأسبوع مقابل دولار واحد، يكفي لشراء طعام يومين فقط.
وإلى جانب عمل الأب، فقد كان الابن الأكبر يشتغل في جر العربات بأحد الأسواق، ويحصل لقاء ذلك على أجر زهيد للغاية، إن توفرت البضائع لنقلها أصلا.
وروت السيدة تفاصيل بيعها لطفلها، حيث قالت إن زوجين لا ينجبان سمعا بكاء الطفلين المولودين حديثا بسبب الجوع، فعرضا أخذ أحدهما مقابل مبلغ يعادل 104 دولارات.
وأوضحت السيدة التي لم يكشف عن اسمها، أنها رفضت الفكرة في بادئ الأمر "لكنها قررت الموافقة بعد مشاهدة طفليها يبكيان لعدم تأمين الطعام لهما، ولإعالة بقية أفراد الأسرة".
وأضافت أن "الفقر المدقع هو ما جعلها تتخلى عن طفلها، إذ حصلت على مال اشترى به زوجها الأرز والزيت والدقيق".
وتحذر الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان سيواجهون المجاعة هذا الشتاء، بينما تشير تقديرات منظمة "أنقذوا الأطفال"، إلى أن قرابة 3.2 مليون طفل أفغاني سيعانون سوء تغذية حادا قبل نهاية الشتاء.