لعب في أكتر من مركز ولقب بـ"الحريف".. حكاية نجيب محفوظ مع كرة القدم وسر عشقه للزمالك
في كتاب أصداء السيرة الذاتية يعترف الأديب نجيب محفوظ بعشقه لكرة القدم وانه لولا اتجاهه إلى الأدب لصار لاعبا كرويا أسوة بالاعب المصرى حسين حجازى.
وحول هذا العشق الكروى يتحدث نجيب محفوظ عن بداياته مع كرة القدم فيقول: أحببت كرة القدم منذ كنت صغيرا وكذلك كنت اهتم بتعلم المصارعة والملاكمة ورفع الاثقال، وكنت أفرح باللعب مع أصحابى في المدرسة، ولم تكن النظريات والتقسيمات والخطط في الكرة قد ظهرت بعد، كان لعبنا عشوائى، وكان الجري السريع هو ما يميز اللاعب الممتاز، ولم نكن نتشاجر أو نقوم بأحداث شغب كما يحدث الآن وإن كان الأمر لا يخلو أحيانا من بعض المشاغبات لأن الكرة غالب ومغلوب".
كنت أحيانا أشارك في هذه المشاغبات، ولعبت في اكثر من مكان ن فلعبت حارس مرمى وقلب دفاع وهو المركز الذى كنت افضله، فهناك كثيرون من نجوم الفن في مجالات متعددة سواء فى الثقافة أو التمثيل أو الغناء أو الموسيقى وغيرها كانوا نجوما فى كرة القدم لكن كان اديبنا توفيق الحكيم يكره لعبة كرة القدم بل ناقما عليها حتى انه كان يقول انتهى عصر القلم وبدأ عصر كرة القدم، وكنت اخالفه في هذا الامر.
قلب الاسد
ورغم أننى لا أجيد اللعب بقدمى اليسرى فقد لعبت جناح أيسر ومع ذلك كنت هداف الفريق وأكثر لاعبيه إحرازا للأهداف، وعندما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغير مركزي وأصبحت ألعب قلب دفاع ولذلك سميت قلب الأسد وتنبأ الجميع لى بالنجومية فى أحد الأندية الكبرى.
فتوات بولاق
ويضيف نجيب محفوظ:علاقتي بالكرة امتدت إلى الفترة التى انتقلنا فيها من حى الجمالية إلى العباسية، وبدأ نظرتى اليها حين اصطحبنى صديق لعائلتنا لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريق مصرى وآخر إنجليزي وكان قلب الدفاع علي حسن، وهو من فتوات بولاق وكان يضرب الكرة بالكتف فى الملعب ولم تكن تحسب فاولا في ذلك الوقت ".
اللاعب حسين حجازي
وفاز الفريق المصرى ويومها تغيرت فكرتي عن الكرة فقد كنت اعتقد أن الإنجليز لا يهزمون بأى حال من الأحوال، شاهدنا أسماء فريقنا المصرى المنتصر في جريدة التايمز البريطانية، وعدت إلى منزلنا وذهنى معلق بكرة القدم وبأسماء لاعبى الفريق المصرى خاصة كابتن حسين حجازي الذى نشرت صورته على غلاف مجلة المصور كأول لاعب كرة تنشر صورته على الغلاف.
اسطورة الكرة
طلبت من والدى شراء كرة نلعب بها، وبدأت اتدرب ساعات فى فناء المنزل العب الكرة بمفردي، وكنت شديد الإعجاب بحسين حجازى فهو صاحب موهبة عالية وظل يمارس اللعب حتى شارف على الأربعين فى وقت كان معروفا فيه أن سن الاعتزال فى الثلاثين وكنت أرى فيه مايسترو كرة القدم وكنت اقول “ إذا كان حسين كابتن مصر فأنا كابتن فريق قلب الأسد” كان يلعب في فريق النادى الأهلى ثم انتقل إلى النادى المختلط أي الزمالك حاليا، لدرجة انى عشقت الزمالك وأصبحت زملكاويا من أجل حسين حجازي.
ذكريات ضاحكة
استمر عشقى للكرة وعشقت حسين حجازى فقد كان أسطورة سمعت عنها ووجدتها أسطورة حين رأيتها.
أتذكر أحد مواقف الطفولة مع الكرة كلما تذكرتها اضحك من قلبى فكنا يوما فى النادى الأهلى نلعب مباراة خسرنا فيها بخمسة أهداف، وخرجنا من النادى ووصلنا كوبري قصر النيل اكتشفنا ان أحد أصدقائنا من شدة غضبه وانفعاله خرج من النادى بالشورت فقط دون الفانلة، ولم يكن هذا مقبولا وحاولنا تغطيته ومداراته حتى دخلنا ثانية النادى وراح يبحث عن بنطلونه فلم يجده إلا بعد بحث عنه اكثر من ساعتين ونحن غارقون فى الضحك.
وكنت حريفا في كرة القدم عشر سنوات فترة الابتدائية والثانوية ولم يأخذنى منها سوى الأدب حين التحقت بقسم الفلسفة بكلية الأداب.
شهادة رجاء النقاش
يشهد الأديب رجاء النقاش في كتابه “ في حب نجيب محفوظ ” ويقول: نجيب محفوظ لاعب كرة من طراز نادر في أيام الصبا في العباسية، كان محاورا ومناورا كرويا ولو استمر لنافس حسين حجازى والتتش واشهد للتاريخ انى لم ار في حياتى وانا مدمن كرة فأنا شاهد عدل لم ار لاعبا في سرعة نجيب محفوظ في الجرى كان أشبه بالصاروخ المنطلق وكان هذا يلائم الكرة في عصر صبانا حيث كان عقل اللاعب في قدميه.