الشيخ الشعراوي يشرح كيف يحب الله تعالى الصابرين
تحت عنوان (هؤلاء يحبهم الله ) يشرح الشيخ محمد متولي الشعراوي في سلسلة أحاديث ما هي الفئات التي يحبها الله فقال منها التوابين، المتوكلين وفى هذه الحلقة يشرح " الصابرين" مؤكدا على قيمة الصبر وجزاءه عند الله لقوله تعالى ( اصبروا وصابروا ) فيقول:
معنى الصبر
الصبر هو منع النفس من الجزع من أي شيء يحدث، وهو يأخذ ألوانا شتى حسب تسامي الناس في العبادة، فمثلا سئل الإمام علي رضي الله عنه عن حق الجار ؟ قال: تعلمون أنك لا تؤذيه ؟قالوا: نعم، قال: وأن تصبر على أذاه ، فكأنك ليس مطلوبا منك فقط ألا تؤذى جارك..بل تصبر على أذاه، والصبر هو الذي يعينك على أن تفعل ما أمرك الله به، ولا تفعل ما نهاك الله عنه.
ان الله منعك من أشياء هي من شهوات النفس، وأمرك بأشياء فيها مشقة،، وهذه محتاجة الى الصبر، وأنت إن أخذت منهج الله تعبدا ستأخذه فيما بعد عادة ، يقول أحد الصالحين في دعائه: اللهم إنى أسألك ألا تكلني إلى نفسي، فإني أخشى يارب ألا تثيبني على الطاعة لأني أصبحت أشتهيها.
استعينوا بالصبر
فسبحانك أمرتنا أن نحارب شهواتنا، انظر إلى الطاعة من كثرة حب الله أصبحت مرغوبة محببة إلى النفس، والحق سبحانه في سورة البقرة يقول ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )..اى أن يطلب منك أن تواجه الحياة في معية الله، فأنت لو واجهت المشكلات في معية من تثق في قوته تواجه الأمور بشجاعة، فما بالك إذا كنت في معية الله، وكل شيء في الوجود خاضع لله، أيجرؤ شيء أن يقف أمامك وأنت مع الله سبحانه جل علاه.
الشيطان خناس
ان الاحداث لا تملأ الخلق بالفزع والهلع الا ساعات الانفلات من حضانة ربهم،، وأما من يعيش في حضانة ربه فلا يجرؤ عليه الشيطان، فالشيطان خناس، فإذا سهوت عن الله أجترأ عليك، وإذا ذكرت الله خنس وضعف،، فهو لا قوة له، وهو لا يدخل مع الله سبحانه وتعالى في معركة، وإنما يدخل مع خلق الله الذين يبتعدون عن الله وينسونه.
ومادام الله سبحانه وتعالى مع الصابرين فلابد ان نعشق الصبر، وكيف لا نعشق ما يجعل الله معنا ؟ يقول الحق جل جلاله في الحديث القدسي (يابن آدم مرضت فلم تعدني، قال يارب: وكيف أعودك وانت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنه لو عدته لوجدتنى عنده ).اخرجه مسلم في صحيحه.
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) صدق الله العظيم.