الشيخ الشعراوى يشرح معنى الصلاة المقسومة
يقول الحق سبحانه في الحديث القدسى ( قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين، ولعبدى ما سأل:فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله عز وجل: حمدنى عبدى، فإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله عز وجل: أثنى على عبدى.فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدنى عبدى، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله:هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل.
الصراط المستقيم
وإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله عز وجل: هذا لعبدى ولعبدى ما سأل ) فما معنى الصلاة المقسومة ؟.
فاتحة الكتاب
يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى: إن فاتحة الكتاب هي أم الكتاب، لا تصلح الصلاة بدونها، فأنت في كل ركعة تستطيع أن تقرأ آيات من القرآن الكريم، تختلف عن الآيات التي قرأتها في باقي صلواتك.
ولكن إذا لم تقرأ الفاتحة فسدت الصلاة ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القران، فهى خداج ثلاثا غير تمام..أى غير صالحة ).
فالفاتحة أم الكتاب ولا تصلح الصلاة بدونها، والحق سبحانه لم يقل في الحديث القدسى: قسمت الفاتحة بينى وبين عبدى، ففاتحة الكتاب هي أساس الصلاة.
والصلاة هي إدامة ولاء العبودية للحق تبارك وتعالى، وهى أيضا استحضار العبد وقفته بين يدى ربه، وحين يقف العبد بين يدى الله لابد ان يزول كل مافى نفسه من كبرياء، ويدخل بدلا منه الخشوع والخضوع والذلة لله تعالى، والمتكبر غافل عن رؤية ربه الذى يقف أمامه.
الخشوع للخالق
الخشوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه، ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه ومدى عجزه أمام خالق الكون ويعلم ان كل ماعنده يمكن ان يذهب به الله تعالى في لحظة.
والخاشع هو الطائع لله، الممتنع عن الحرام، الصابر على الأقدار، الذى يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر لله وحده، وليس لأى قوة أخرى، فيخشع لمن خلقه وخلق هذا الكون له.
تبعث على الاطمئنان
والصلاة تهب المؤمنين الاطمئنان، فالمؤمن يذهب الى الخالق ليسأله أن يخفف عنه الهم والحزن وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يفعل ذلك، فكان اذا ما حزبه أمر، قام الى الصلاة.. اى إذا جاءه شيء فوق طاقته قام الى الصلاة.
إذن ساعة أن يأتينا أمر شديد، لابد ان نتجه الى الله عز وجل، وأفضل مكان يلتجئ فيه الى الله هو بيته، اى المسجد.