سأزرع شريحة في دماغي!
بينما نحن نخوض خوضا فى نقاشات جدلية عبثية، يقفز الذكاء الاصطناعي قفزة واسعة رائعة، لعلاج أمراض الإنسان، من الشلل الرباعي والثنائي إلى علاج مستوى الذكاء المنخفض، ثم ولا تشهقوا فزعين.. إلى إعادة تشغيل ذاكرتك، كأنك تعيد عرض ما اختزنته من رؤي ومسامع ومواقف reloading and replaying your memory..
إيلون ماسك Elon Musk الملياردير المهووس بالعلم التطبيقي، والمعرفة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وعالم الفضاء، فضلا عن صناعة السيارات الكهربائية الذكية، بشر البشرية قبل أيام بأنه يمكن زرع شريحة رقيقة جدا، في دماغ الإنسان، بعد أن نجحت التجارب علي القردة والخنازير.
إيلون ماسك حصل بالفعل في يوليو الماضي علي موافقة وكالة الدواء والغذاء الأمريكية FDA لبدء التجارب علي الأدمغة البشرية، وستكون ال FDA مشاركا في التجارب، وأكد أن معايير الأمان تتجاوز بكثير كل ما اشترطته الوكالة العالمية المعروفة بالصرامة والتدقيق الطبي والدوائي.
الثورة الصناعية الخامسة
في البداية، في يوليو، كانت الرسوم التوضيحية حددت منطقة خلف الأذن لزرع الشريحة، وفي ديسمبر الحالي نقل المطورون مكانها الي منتصف الجمجمة، بحيث يمكن ثقب مكان دائرى وادخال الشريحة. هي علي شكل دائرة صغيرة جدا ذات سلكين متناهيي الصغر، يتفرع منهم 1024 قطبية كهربية توفر الآف القنوات، تتواصل مع مراكز الحس والإدراك والحركة والذاكرة وغيرها.
تبدأ التجارب وشيكا في مطلع العام الجديد، علي المصابين بانهيارات كاملة في النخاع الشوكي، وما ترتب عليهما من شلل رباعي أو ثنائي. بالفعل قدم إيلون ماسك عرضا لعدد من الاعلاميين والمهتمين، تضمن قيام روبوت، طورته شركته نيورالينك NEURALINK، بتحديد مكان الزرع، وثقب الجمجمة وإدخال الشريحة المستديرة، مساحتها 23 mm في 8 mm كأنها عملة معدنية صغيرة جدا أمسك بها ايلون ماسك بين إصبعيه! تعمل الشريحة لأربع وعشرين ساعة، يمكنك شحنها ليلا.. كأنك موبايل!
تتم العملية بتخدير موضعي ولا تحتاج تخديرا كليا، وتنتهى في أقل من ساعة. تبدأ في الصباح، ويعود المريض بعد تركيب الشريحة إلي بيته مع الظهيرة.. لم يوضح هل يسترد حركته علي الفور أم بعد مدة..
بالنسبة للخائفين، برهن علي مأمونية العملية بأن الخنزير المزروع له شريحة منذ شهرين يعيش حياته في صحة وعافية وسعادة.. وبالفعل قام مساعدوه بعرض لخنزيرين.. في غاية النشاط. أما من لم يقتنع فبوسعه نزع الشريحة بلا أدني مضاعفات، وكان خنزير منهما نزعت شريحته، وبدا نشيطا بلا أضرار.. ولن تظهر الشريحة في الرأس قط، لأن الشعر سيغطيها..
يتلهف العالم علي متابعة هذا الإختراق التكنولوجي الذي يمثل ذروة الثورة الصناعية الخامسة، وملايين المرضي يتطلعون إلى نجاح التجربة، ويبدو ايلون ماسك واثقا ضاحكا، سعيدا بقدرة علمائه علي قهر الشلل، وإعادة الحياة لأعضاء ماتت.. وماتت معها الرغبة في قلوب المصابين.. في إستمرار الحياة. هذا هو العلم.. يخدم الانسان، يخلصه من الأمراض.. يضاعف عمره صحة وسلامة.
إنتظر من إيلون ماسك شرائح أخرى، أهمها بالقطع شريحة تنزع الغل والشر من القلوب. وشريحة تنشر الحب والتسامح، وشريحة تجعل الكرم عملة يومية، وشريحة.. كفي لقد امتلأت رأسي بعشرات الشرائح.. ليس ثمة مكان.. ربما يمكن تغيير الرأس برمته.. من لحم ودم وأوصال.. إلى معدن مكسو بجلد بشرى، ومن الداخل روبوت.. هذا ما شاهدناه أفلاما.. وسيكون حياتنا قريبا جدا.. هل يطور إيلون ماسك شريحة لإبطال إستغلال الغير للسذج أمثالنا؟
سأهاتفه.. وأشجعه وأشرح له حالة هذه الطائفة من الأنقياء السذج.. المستعبدين بمشاعرهم لحساب أشرار طماعين.. هذا حالهم.. والخيار الذكورى حالنا!