تشرد 800 ألف أسرة.. كارثة إنسانية بسبب الفيضانات في جنوب السودان
أعلنت وزيرة الصحة في جنوب السودان إليزابيث أشواي، تشرد 800 ألف أسرة وتدمير 70 مرفقا صحيا بسبب الفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من دولة جنوب السودان مؤخرا في مناطق جونقلي، الوحدة، واراب، البحيرات وأعالي النيل.
تدمير 70 مرفقا صحيا
وأضافت أشواي أمام البرلمان القومي في جوبا، الأربعاء: "لقد تعرّض حوالي 70 من المرافق الصحية في خمسة ولايات للتدمير الكامل بواسطة الفيضانات التي ضربت عدة أجزاء من البلاد، أغلبها في ولاية الوحدة، حيث دمرّت مياه الفيضان 27 من تلك المرافق التي تقدّم الخدمات الصحيّة الأوليّة للمواطنين، تليها ولاية جونقلي، التي انهار فيها 25 مرفقًا صحيًا".
وأشارت إلى أن الحكومة أنشأت 24 مركزًا صحيًا متحركًا لإسعاف المواطنين المتضررين من الفيضانات، تم تخصيص 10 منها لولاية الوحدة، و12 لجونقلي، ومركزين لولاية أعالي النيل.
وبحسب تقديرات أممية، هناك ما لا يقل عن مليون شخص تأثروا بالفيضانات في أكثر من 27 من مقاطعات البلاد غالبيتها في ولايتي الوحدة وجونقلي.
وكانت سلطات جنوب السودان قد أعلنت عن حالة الطوارئ في المناطق التي ضربتها الفيضانات في أقاليم الاستوائية وأعالي النيل وبحر الغزال الشهر الماضي.
جنوب السودان
ويتوقع عدد من خبراء البيئة في جنوب السودان أن ترتفع معدلات الفيضانات في الشهور المقبلة بسبب تأثيرات التغير المناخي وغياب الخطط الحكومية الخاصة بحماية البيئة ووقف القطع الجائر للأشجار ومحاولة السيطرة على التلوث البيئي، الذي تشهده مناطق البترول في شمال أعالي النيل وولاية الوحدة.
وشهدت ولاية الوحدة بشمال جنوب السودان فيضانات عارمة ما تسبب في كوارث إنسانية شملت حرمان السكان من إمدادات الغذاء والسلع الحيوية.
فيضانات جنوب السودان
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أكتوبر، أن أكثر من 700 ألف شخص تضرروا من أسوأ فيضانات في البلاد منذ ما يقرب من 60 عاما وألقت باللوم على تغير المناخ.
وقال لام تونجوار كويجونج وزير الأراضي والإسكان والمرافق العامة بالولاية، إن الفيضانات في الوحدة، التي تقع على الحدود مع السودان، خلفت سلسلة من نقص الغذاء وتسببت في إصابة الأطفال بأمراض سوء التغذية وزادت من انتشار أمراض مثل الملاريا.
وأشار إلى أن النفط من الحقول في المنطقة لوث المياه ما أدى إلى نفوق الماشية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الدولية، التي تعمل في المنطقة، إن الأزمات التي تسببها الفيضانات بما في ذلك نقص الغذاء والأمراض تضغط على المرافق الصحية.
أطباء بلا حدود
وقالت منظمة أطباء بلا حدود "نشعر بقلق بالغ إزاء سوء التغذية مع بلوغ مستويات سوء التغذية الحاد ضعف مؤشر منظمة الصحة العالمية وتضاعف عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد منذ بداية الفيضانات".
بالنسبة لنياتواك كوانج، وهي أم لثلاثة أولاد وبنتين، فإنها تعيش هذا الواقع المرير بعد أن أجبرتها الفيضانات على الانتقال مرتين.
وقالت "ليس لدينا مكان للنوم وليس لدينا ناموسيات وليس لدينا ما يلزم لتغطية منزلنا".
وكان الرئيس المنتهية ولايته لبعثة الأمم المتحدة في البلاد قد قال في مارس إنه بعد قرابة عقد من حصول جنوب السودان على استقلاله في أعقاب حرب، يواجه البلد الأفريقي خطر الصراع والتغير المناخي وكوفيد -19.
ويعتمد جميع السكان تقريبا على المساعدات الغذائية الدولية وتوفر وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة معظم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.