بعد 30 عامًا على سرقته.. إعادة أقدم لوح في التاريخ إلى العراق
استعاد العراق "لوح جلجامش" الذي يعد أقدم وأندر لوح موجود في التاريخ الإنساني بعد نحو 30 عاما من سرقته خلال حرب الخليج الأولى عام 1991.
وقالت وزارة الثقافة العراقية إن اللوح هو أحد ألواح ملحمة جلجامش الذي يعود تاريخه لعام 3500 قبل الميلاد.
وأعلنت أن العراق تسلم اللوح الأثري من الملحمة "التي تعد إحدى أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ".
وأضافت أن ذلك تم بعد ما وصفته بـ "الحدث الكبير" المتمثل باستعادة 17 ألف قطعة أثرية دفعة واحدة أواخر يوليو الماضي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب الوزارة فإن "اللوح الأثري مصنوع من الطين وكُتب عليه بالمسمارية جزءٌ من "ملحمة جلجامش" التي تعد أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود".
الكبش السومري
وأشارت الوزارة إلى أن العراق استعاد في الوقت ذاته قطعة أثرية أُخرى تسمى بالكبش السومري.
وجرى تسليم اللوح خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية فؤاد حسين والثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم.
وقال وزير الثقافة والآثار خلال المؤتمر إن لوح جلجامش "له أهمية كبيرة لأنه من أقدم النصوص الأدبية في تاريخ العراق".
واللّوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "لوح حلم غلغامش" الذي يُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية ويروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود. وقال رئيس هيئة الآثار والتراث في وزارة الثقافة ليث مجيد لوكالة فرانس برس إن اللوح "سرق خلال أعمال نبش في موقع أثري عام 1991" فيما كان العراق غارقًا في حزب الخليج الأولى.
واعتبر وزير الثقافة أن استعادة اللوح "رسالة لكل الذين هربوا آثارهم وتلاعبوا فيها وباعوها في المزادات العالمية، بأن المآل الأخير سيكون استردادها".
وأوضح وزير الخارجية أن العراق "تمكن من استعادة حوالي 17916 قطعة أثرية من دول عدة هي الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وهولندا وإيطاليا"، على مدى عام واحد.
هوية عراق ما بين النهرين
ورأى في تسلّم هذه القطعة الأثرية "انتصارًا على المحاولات اليائسة التي تحاول سرقة تاريخنا العظيم وحضاراتنا العريقة ورسالة الى كل من يسعى الي تشويه هوية عراق ما بين النهرين".
وكان تاجر أعمال فنيّة أمريكي اشترى اللوح الأثري في 2003 من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرّح للجمارك الأمريكية عن طبيعة هذه الشحنة.
وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتّحدة باعه التاجر في 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوَّرة.
مصدر اللوح
وفي 2014 اشترت هذا اللوح بـ 1،67 مليون دولار أسرة جرين التي تمتلك سلسلة متاجر "هوبي لوبي" والمعروفة بنشاطها المسيحي من أجل عرضه في متحف الكتّاب المقدس في واشنطن. لكن في 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.
وفي سبتمبر 2019 صادرت الشرطة هذه القطعة الأثرية، وتمت مصادرتها وفقا لقرار قضائي. كذلك تسلمت وزارة الثقافة والسياحة والاثار خلال المراسم التي أقيمت الثلاثاء قطعتين أثريتين، إحداهما "كبش سومري" أعيدت بمساعدة الولايات المتحدة، والأخرى "لوحة سومرية" تمت استعادتها من بريطانيا.
وتعرضت غالبية المواقع الأثرية في العراق لنهب وسرقة على مدى عقود، خصوصا بعد غزو العراق عام 2003 ودخول تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.