على شفا حفرة من الحرب.. سيناريوهات القمة الافتراضية بين أمريكا وروسيا
تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الثلاثاء، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية والعربية، وجاء في مقدمتها مناقشة السيناريوهات المتوقعة من ”القمة الافتراضية“ المقرر عقدها اليوم بين رئيسي أكبر قوتين في العالم، أمريكا وروسيا.
القمة الافتراضية
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ أنه ”تزامنا مع حشد القوات الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا، من المتوقع أن يوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنذارا لنظيره الأمريكي جو بايدن خلال القمة الافتراضية المقرر عقدها بالفيديو اليوم الثلاثاء“.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن ”هذا الإنذار مفاده هو ضمان عدم توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) مطلقا في أوكرانيا، أو قد تشن روسيا قريبا هجوما ضد جارتها“.
وأضافت الصحيفة أن ”القمة تأتي خلال فترة تشهد تدنيا غير مسبوق في العلاقات الأمريكية الروسية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، إذ هدد البيت الأبيض روسيا أخيرا بعواقب وخيمة يُعتقد أنها عقوبات ستقطع البلاد عن النظام المالي العالمي إذا قامت بعمل عسكري ضد أوكرانيا“.
وأشارت إلى أنه ”من المتوقع أن تكون محادثات بايدن وبوتين، طويلة للغاية وموضوعية“.
وأوضحت أن بايدن ”يخطط من خلال القمة الافتراضية، لإطلاع بوتين على التكاليف التي ستفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا في حال حدوث غزو، لكنه سيقدم _أيضا_ مسارا دبلوماسيا يمكن أن يعالج المخاوف الروسية بشأن أنشطة الناتو، فضلا عن المخاوف الأمريكية والأوروبية بشأن الأنشطة الروسية“.
وعن ”الضمانات المكتوبة“ التي طالبت بها موسكو، نقلت ”واشنطن بوست“ عن مسؤول أمريكي مطلع قوله، إن ”الضمان المكتوب من واشنطن بأن الناتو لن يتوسع ليشمل أوكرانيا، لم يكن ناجحا، لأن الولايات المتحدة تعتقد أن كل دولة ذات سيادة يجب أن يكون لها الحق في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن أمنها“.
وبشأن الإجراءات المترتبة على الهجوم الروسي المحتمل، أضاف المسؤول ”أن الغزو سيدفع الولايات المتحدة إلى تكثيف دعمها لأوكرانيا وإرسال قوات وقدرات إضافية إلى حلفائها في الناتو على الجناح الشرقي لأوروبا“.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها ”يرى محللون أن بوتين لا يخادع، وأنه مستعد جديا للقيام بعملية عسكرية ضد أوكرانيا، مشيرين إلى أن لقاءه مع بايدن وسط تصاعد التوترات مع الغرب، يظهر أن بوتين يَعتبر نظيره الأمريكي شخصا مستعدا للتحدث بجدية بشأن المخاوف الروسية“.
وتابعت ”واشنطن بوست“: ”يتكهن محللون آخرون بأن إصرار الكرملين على ضمانات من الناتو- مِن غير المرجح أن تُمنح وحتى لو لم يتم الوثوق بها- قد يكون مجرد ذريعة لخطط وضعتها روسيا بالفعل“.
وأضافت ”ودليل على الجدية الروسية، خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن موسكو قد تخطط لهجوم متعدد الجبهات في وقت مبكر من العام المقبل يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي“.
نصائح لبايدن
في سياق متصل، نشرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية مقالا يؤكد أن بايدن ”لا يستطيع تقديم الالتزامات القانونية التي تحاول موسكو الابتزاز بها“.
وقال المقال: يجب أن تكون المهمة الأولى للرئيس الأمريكي، هي عدم ترك أي شك في أن أي عدوان آخر ضد أوكرانيا سيقابل بعقوبات من شأنها أن تفرض تكلفة لا تطاق على روسيا“.
وأضاف ”على الرئيس الأمريكي أن يوضح خلال القمة أنه لا عودة إلى مناطق النفوذ في أوروبا المفروضة بالقوة، إذ ألمحت دائرة بوتين مِرارا وتكرارا إلى أنها تسعى إلى (يالطا جديدة)، في إشارة إلى اجتماع عام 1945 يوم قام ستالين وتشرشل وروزفلت بتقسيم أوروبا ما بعد الحرب“.
وتابع ”لا يمكن التفاوض على مستقبل أوكرانيا ويجب أن يكون احتلال روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم ودونباس جزءا من أي مفاوضات.. يجب أن يجمع نهج الولايات المتحدة بين الصرامة والحوافز التي تسمي في الواقع (خدعة الزعيم الروسي)“.