سباق اللصوص
أشم رائحة قذرة تفوح من الهالة العالمية حول متحور أوميكرون الجديد، والذى أشك في أنه قد يتعدى أحد فصول إبتزاز العالم من قبل لصوص المافيا العالمية للسلاح والدواء التى بدأ زعماؤها سباق محموم للحصول على الجزء الأكبر من الغنيمة، منذ اللحظات الأولى من الإعلان عن اكتشاف المتحور الجديد.
فالمتابع للتصريحات العالمية بشأن متحور أوميكرون منذ الإعلان عن اكتشافه بجنوب افريقيا، يستطيع أن يكتشف وبسهولة مدى سذاجة وسخافة اللعبة الحقيرة التى تديرها المافيا العالمية، ولاسيما أن المتحور الجديد الذين حاولوا تسويقه فى صورة خطر جامح قد يجتاح العالم، ما هو إلا فيروس ضعيف لا تزيد خطورته عن ما سبقه من متحورات كورونا، وأن التهويل من شأنه يهدف في الأساس لتحقيق مكاسب وثروات جديدة، بعد وضع العالم نتيجة للذعر المزعوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما العودة إلى الإغلاق، أو شراء المنتجات الجديدة من اللقاحات والأدوية للحد من انتشاره الوهى.
ولعل ما يدعو للسخرية فى تلك اللعبة القذرة، أن كافة التصريحات العبثية التى خرجت عن قادة دول ومنظمات عالمية، جاءت بعد ساعات قليلة من الكشف عن المتحور الجديد، دون وجود دراسات أو نتائج معملية قاطعة تؤكد وجود خطر يسمح بتصدير تلك الصورة السوداء للعالم.
الابتزاز باسم كورونا
ولا أدرى كيف لم ينتبه العالم لذلك الخروج المتسرع والمرتب للرئيس الأمريكي جو بايدن للإعلان دون دليل علمي واحد، بأن المتحور الجديد مثيرا للقلق، أو وجود مبرر يدفع منظمة الصحة العالمية للدعوة لاجتماع طارئ، والقطع خلاله -دون الإستناد إلى دلائل أو دراسات- انه سيكون للمتحور أوميكرون عواقب وخيمة على العالم خلال الشهور القادمة.
ولعل أكثر ما يجعلني ارتاب في أمر تلك الهالة العالمية أيضا، وهو ذلك الخروج السريع لأغلب قادة الشركات العالمية المنتجة للقاحات كورونا، للتشكيك فى قدرة لقاحتها الموجودة بالأسواق على الحد من انتشار أوميكرون دون طرح دليل أو نتائج دراسة علمية واحدة تؤكد ذلك، بل والإعلان في ذات الوقت عن استعدادهم جميعا لإنتاج لقاحات جديدة للوقاية من المتحور الجديد خلال أسابيع قليلة.
ولعل ما يدعو للدهشة فى مشهد سباق المسئولين والشركات على التهويل من أمر أوميكرون والذى لا يمكن وصفه سوى ب سباق اللصوص أن عدد الإصابات بالمتحور الجديد لم تصل بعد إلى حاجز آلاف إصابة على مستوى العالم، كما أن المدة الزمنية منذ اكتشافه وحتى اليوم، من المستحيل أن تسمح لفريق علمى أى كانت قدراته، على تحديد مدى خطورة الفيروس الجديد، أو القطع بعدم فاعلية اللقاحات الحالية فى الوقاية منه.
الواقع يقول أن الخروج المتسريع من قادة الدول والمنظمات العالمية والشركات المنتجة للقاحات للإرهاب العالم، والإعلان -بشكل لا يتماشى مع العقل- عن عدم فاعلية اللقاحات الحالية في مواجهة أوميكرون لا يعنى سوى أن مافيا الدواء العالمية قررت استثمار الموقف، والاستمرار في ابتزاز دول العالم جبرا بإسم كورونا، وأنه على الجميع تدبير أموال جديدة لشراء لقاحات جديدة، لا يعلم أحدا شيئا عن تركيباتها أو فاعليتها أو آثارها الصحية، تماما مثل تلك التى تم طرحها من قبل، ودفع العالم مليارات الدولارات مقابلا لها.
مافيا الدواء والسلاح
للأسف أن الحقيقة المرة التى لا نريد إدراكها، أن مافيا الدواء العالمية التى تدير منظومة الأوبئة في العالم، هى ذاتها مافيا السلاح العالمية التي تدير منظومة تأجيج النزاعات والصراعات في مختلف بقاع العالم، بهدف تحقيق ثروات من عائدات تصنيع السلاح واللقاحات والأدوية، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن أرقام المبيعات التى حققتها تلك المافيا من عائدات بيع لقاحات كورونا، إلا أن الأرقام تؤكد أنها نجحت فى القفز بمبيعات السلاح في العالم إلى 360 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل 50 ضعف الميزانية السنوية المخصصة لكل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى العالم.
وطبقا لتقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، احتلت أمريكا صدارة قائمة الدول الـ 10 الأكثر مبيعا للسلاح في العالم منذ عام 2014 بنسبة 36٪، واحتلت الصين المركز الثانى، ثم روسيا فى المركز الثالث بنسبة 21٪ ثم فرنسا فى المركز الرابع بنسبة 6.8٪، ثم ألمانيا ب 6.4٪، ثم المملكة المتحدة بـ 4.2٪، ثم إسبانيا بنسبة 3.2٪، ثم إسرائيل بنسبة 3.1٪، وأخيرا إيطاليا بـ 2.3٪، وهولندا بـ 2.1٪.
الواقع يقول إن أوميكرون ما هو إلا وهم جديد، تريد مافيا الدول الكبرى من خلاله ابتزاز العالم تحت حماية القانون الدولي، تماما مثلما تقوم بتأجيج الصراعات وجنى أرباح بيع السلاح تحت مظلة الشرعية الدولية، بصرف النظر عن الملايين الذين يسقطون بالرصاص والأوبئة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.. وكفى.