رئيس التحرير
عصام كامل

حوار صحفي أربك السودان.. لغز تسجيل الغرفة المغلقة بين البرهان ومراسل الفرنسية

البرهان
البرهان

شهد السودان خلال الساعات الماضية أزمة سياسية مربكة متعلقة بمستقبل مشاركة العسكريين في الانتخابات المقبلة، هناك من اعتبر الأمر حقًّا مشروع لشركاء الفترة الانتقالية، وعلى الضفة الأخرى اصطف المعارضون ضد الأمر لكونه مخالفة صريحة للوثيقة الدستورية التي تحدد مسار الفترة الانتقالية.

الأزمة السياسية التي هددت بإعادة السودان إلى المربع صفر، بين العسكريين والمدنيين، اندلعت على خلفية تصريحات نسبتها وكالة الصحافة الفرنسية، لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، نقلت عنه قوله حسبما أفادت: "أن الانتخابات ستكون مفتوحة "لجميع القوى التي شاركت" في المرحلة الانتقاليَّة، بما يشمل العسكريَّين وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

 

ترشح العسكريين

وعلى الرغم من تأكيد البرهان فى سياق الحوار عدم نيته الشخصية الترشح للانتخابات حتى لو طلب منه، فإن التصريح المربك للمشهد حول السماح للعسكريين بالترشح، اعتبره المراقبون ممرًّا آمنًا لدخول نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو، لمعركة الصناديق مدعومًا بالمؤسسة العسكرية، وأن ذلك يمثل تهديدًا للعملية السياسية برمتها وانقلابًا على الثورة ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

 

وبهدف السيطرة على الأمر قبل تطوره في ظل ضغوطات دولية على الجنرالات لإبعادهم عن الحياة السياسية، نفى مكتب رئيس مجلس السيادة ما أوردته "فرانس برس" على لسان الفريق أول ركن عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، المتعلقة بمشاركة العسكريين في الانتخابات.

 

وشدد مكتب رئيس مجلس السيادة، أن وكالة الصحافة الفرنسية أوردت حديثاَ مغايرًا ومناقضًا لما قاله البرهان، وهو حديث مسجل صوتيًّا. 

 

وأوضح بيان المجلس، أن البرهان أكد بوضوح لا يساوره الشك، أن مشاركة العسكريين في الانتخابات المقبلة غير ممكنة بنص الوثيقة الدستورية.

 

وأنه إبان في الحوار الذي أجرته معه الوكالة، أن اتفاق جوبا أعطى بعض الأطراف استثناءً بخصوص المشاركة في الانتخابات المقبلة وأجهزة السلطة، وذلك في إشارة للحركات المسلحة.

 

واختتم البيان الصادر عن مجلس السيادة، أن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لم يشر إلى أي مؤسسات تابعة للجيش أو مؤسسات الدولة، وهذا ما لزم التنويه بشأنه.

 

ضغوطات دولية 

حرص مجلس السيادة على توضيح حديث البرهان، ونفى ما جاء فيه حول مشاركة العسكريين، عكس مدى الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية وعديد من العواصم الغربية الفاعلة في ملف الأزمة، لإبعاد الجنرالات عن الحكم عقب الإجراءات التى اتخذها البرهان في 25 أكتوبر الماضي، ووصل حد الضغوطات لتجميد جميع أشكال الدعم المقدم للسودان لحين عودة عبد الله حمدوك لرئاسة الحكومة عقب عزله من منصبه ضمن حزمة قرارات 25 أكتوبر.

الجريدة الرسمية