فرضية جديدة تكشف سر نشأة متحور أوميكرون
قال سيكوليلي مويو من العاملين بجامعة هارفارد، إن العلماء يدرسون الافتراض بأن سلالة "أوميكرون" ظهرت بعد انتقال الفيروس من إنسان إلى حيوان ومن ثم تكيّف بسرعة ليعود مجددا إلى البشر.
وأضاف العالم، الذي كان من بين الباحثين الذين حددوا لأول مرة ظهور النوع الجديد من SARS-CoV-2: "ما زلنا نحاول فهم كم كان عدد الطفرات التي تشكلت في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. إذا نظرت إلى السلالات السابقة، ألفا وبيتا، فسترى أنها تبلورت بمرور الوقت".
وتابع مويو القول، إن "السرعة الكبيرة التي ينتشر بها أوميكرون حول العالم تثير القلق، حيث يبدو أنه يراكم نمط الطفرة الخاص به".
تم اكتشاف السلالة الجديدة B.1.1.529 في بوتسوانا وجنوب إفريقيا في 20 نوفمبر. وهي تحتوي على عشرات الطفرات في بروتين S، الذي يحتاجه العامل الممرض لإصابة الخلايا السليمة في جسم الإنسان.
وكشفت أنجليكا كوتسي رئيس الجمعية الطبية بجنوب أفريقيا، مكتشفة المتحور الجديد لكورونا أوميكرون، عن حدوث 23% زيادة في الإصابات بكورونا .
فقدان حاستي الشم والتذوق
وأضافت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي بقناة “أون إي”: أنه لا يوجد فقدان للشم والتذوق حال الإصابة بـ متحور أوميكرون وهو ما يختلف عن "دلتا"، وكل المرضى المصابين به لم يحتاجوا إلى أنابيب أكسجين.
وفيات أوميكرون
وأكدت: ليس هناك معدل كبير للوفيات بأوميكرون، وتلقي التطعيمات يساهم في تقليل انتشار المتحور الجديد لكورونا، لافتة: الجرعة التعزيزية في جنوب إفريقيا ستكون من فايزر.
متحور دلتا
ولفتت إلى أن أوميكرون قد يحل محل دلتا وهذا أمر جيد لأن دلتا ليس متحورًا شرسًا، ولكن لا بدَّ من ارتداء كمامة جديدة كل يوم والابتعاد عن التجمعات والازدحام.
ويثير متحور أوميكرون المخاوف حول العالم، مع تزايد الإصابات وانتشارها في العديد من دول العالم، بالتزامن مع تشديد الإجراءات من العديد من الدول للوقاية من الإصابة من فيروس كورونا.
وعلى الرغم من أن الدراسات لا تزال شحيحة حول متحور أوميكرون، إلا أن عوامل الوقاية من كورونا، تعد هى نفس الطرق المناسبة لدرء الإصابة بالتمحور الجديد.
وفي هذا الإطار، نشرت مجلة "Thorax" دراسة مطولة تثبت أن الأشخاص الذين يعانون الحساسية، بما في ذلك الربو والأكزيما، لديهم خطر أقل بنسبة تصل إلى 40% للإصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك المتحورات الجديد دلتا، ومتحور أوميكرون.
ودرس علماء الأحياء من جامعة كوين ماري في لندن بيانات من 16 ألف بالغ بريطاني من مايو 2020 إلى فبراير 2021، وطلبوا من المتطوعين الكشف عن معلومات حول نمط حياتهم في مجال التغذية والراحة والعمل والبيانات الجسدية مثل الوزن والطول والأمراض المختلفة.
أثناء الدراسة، تم اكتشاف إصابات بفيروس كورونا بما لا يتجاوز 3% من المشاركين، وكان عددهم 446 شخصًا، بحسب الصحيفة.
أمراض الحساسية
كشف تحليل مفصل للبيانات أن المرضى الذين يعانون من أمراض تحسسية، مثل الأكزيما والتهاب الجلد الناجم عن مسببات الحساسية، وكذلك حمى القش أو التهاب الأنف، لديهم خطر أقل بنسبة 40% للإصابة بفيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مرضى الربو أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا بنسبة 38%، حتى عند استخدام أجهزة الاستنشاق بالستيرويد.
الوقاية من أوميكرون
أجريت الدراسة قبل ظهور متغيرات دلتا أو متحور أوميكرون، لذلك من غير المعروف ما إذا كانت ردود الفعل التحسسية تحمي من السلالات الجديدة، ويأمل البروفيسور أدريان مارتينو، المؤلف المشارك في الدراسة، أن تكون الدراسة مفيدة في الوقاية من فيروس كورونا.
نهاية كورونا
يأتي ذلك في الوقت قال أناتولي ألتشتين، الأستاذ في مركز "غاماليا" الروسي، أن انتشار متحور أوميكرون من فيروس كورونا قد يؤدي إلى نهاية الجائحة في المستقبل.
وأضاف ألتشتين في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك": "دلتا ستختفي، قد يأتي هذا المتحور مكانه، لكن لن يكون وباءا خطيرا، الآن نحو 3% يموتون بهذه السلالة، إذا انتشرت حقًا، فعلى الأرجح سوف تقل الحالات المرضية".
وتابع: "إذا كان معدل وفيات الفيروس التاجي مشابهًا للإنفلونزا فسنفترض بالفعل أن الوباء قد انتهى".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، أن الأدلة المبكرة تشير إلى أن متحور أوميكرون، الذي رصد لأول مرة في جنوب أفريقيا، يمكن أن يشكل خطرًا متزايدًا في الإصابة مرة أخرى، وقالت إن بعض الطفرات التي اكتشفت في المتحور كانت مثيرة للقلق.