ليلة «حرق» البرادعي!
كل خصوم البرادعي سعداء بما يجري.. فها هي قوى مؤثرة في الفعل السياسي في مصر ترفض الرجل.. وها هم آخرون يصرون علي الدفع به إلى الصدارة.. بعضهم بحسن نية وببراءة ثورية خالصة.. مثل شباب تمرد..ومنهم من يدفع به إلى نهايته ليتم التخلص منه في المرحلة الانتقالية.. إن نجح فلا يليق به أن يترشح للرئاسة ويكفي ما قدمه لبلاده في ظروف عصيبة.. وإن فشل فكيف له أن يترشح للرئاسة وقد فشل فيما هو أقل منها ومن دون أن يقدم أوراق اعتماده ولا أي "أمارة" أخرى!
ولا أعرف إن كان الرجل بريئا إلى هذا الحد..وان كان كذلك فأين رفاقه وأصدقاؤه في حزب الدستور وخارجه؟!
علي كل حال.. وجود البرادعي سيعطي مصداقية دولية.. وربما حسم الجدل نهائيا حول التغيرات التي حدثت في مصر ويدفعها إلى مرتبة الأمر الواقع.. كما أنه قادر على التفاوض مع مختلف مؤسسات العالم.. وبشكل مجرد فالاعتراض عليه أيضا أمر صحي من زاوية الإقرار بوجود سلطة جديدة ومعارضة جديدة في مصر وهذا معناه الوحيد أن نظاما جديدا في مصر بمؤيديه ومعارضيه موجودا الآن وتبقى حشود النظام السابق وحيدة منعزلة هناك حيث التبرك بمقام شهير تصارع من أجل البقاء..بعد أن بلغ الغضب الشعبي ضدها أقصاه بفعل عنف لا مثيل له..رآه المصريون صوتا وصورة!!
وعند نشر المقال.. ربما يكون رئيس الوزراء الجديد قد اختير لكن ذلك لا ينفي أن الكل حتى في حالة الثورة لا يكف عن لعب السياسة!!