خبراء المناعة يكشفون أهمية الجرعات المعززة ومخاطر الاكتفاء بجرعة واحدة للقاح كورونا
الخوف من الآثار الجانبية لأخذ لقاح كورونا يدفع البعض للاكتفاء بأخد جرعة واحدة، معتقدين أن الجرعة التي حصلوا عليها كافية للحماية من الإصابة بفيروس كورونا ومضاعفاته.
وزارة الصحة والسكان
وجه المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان في مصر حسام عبد الغفار، رسالة تحذيرية للمواطنين الحاصلين على جرعة واحدة فقط من لقاح كورونا، وقال: "من المهم لكل الناس اللي اطعموا الجرعة الأولى ألا يتخلفوا عن الجرعة الثانية، فالحصول على جرعة واحدة عدا اللقاحات المنصوص عليها بأنها جرعة واحدة، لا تحقق الهدف وهو تقليل معدلات الوفيات".
وأضاف خلال مكالمة هاتفية ببرنامج "مصر تستطيع"، المذاع على قناة "DMC"، ويقدمه الإعلامي أحمد فايق أن اللقاح المستخدم للأطفال هو "فايزر" بواقع جرعتين مثل البالغين، بحيث يتم تلقي الجرعة الثانية بعد 21 يومًا من الأولى، على أن يوقع ولي الأمر الموافقة المستنيرة قبل حصول الطالب على اللقاح.
وأوضح أن التأخر عن الحصول على الجرعة الثانية نوعان، إما تأخر في الحدود المقبولة أو تأخر بعد الحدود المقبولة، "لما بنقول 21 يوم لا نعني 21 يوم وساعة يبقى هو كده اتأخر، لأن اللقاحات تتحدث دائما عن فترة زمنية أكتر من ذلك"، منوها إلى أن عدد اللقاحات المستخدمة حتى الآن نحو 45 مليون جرعة.
دراسة علمية
معظم اللقاحات تحتاج لجرعة ثانية حتى توفر حماية كافية من المرض، فقد خلصت دراسة، على سبيل المثال، إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح الثلاثي- الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية - أكثر عرضة للإصابة بالحصبة من نظرائهم الذين تلقوا جرعة ثانية بأربعة أضعاف، وقد تفشت الحصبة في مناطق لم تحصل فيها نسبة كبيرة من الناس على الجرعة المعززة من اللقاح الثلاثي.
عمل الجرعات المعززة
ويقول داني ألتمان، أستاذ علم المناعة بجامعة إمبريال كوليدج بلندن: "تكمن أهمية الجرعات المعززة في أنها تحسن الاستجابة المناعية لتحقيق أفضل النتائج في الوقاية من المرض".
عندما يدخل اللقاح إلى الجسم، فإنه ينشط نوعين مهمين من خلايا الدم البيضاء، أولهما الخلايا اللمفاوية "بي" أو "البائية"، التي تنتج أجساما مضادة، لكن هذه الخلايا قصيرة العمر، ولهذا فإن الأجسام المضادة التي تنتجها قد تتضاءل أعدادها سريعا في الجسم في غضون أسابيع في حالة عدم الحصول على جرعة ثانية من اللقاح.
والنوع الثاني هو الخلايا "تي" أو "التائية"، التي تكون كل منها مبرمجة لاستهداف مسبب أمراض معين وقتله. وتبقى الخلايا التائية في الجسم لعقود، حتى تصادف هدفها مرة أخرى، ولهذا قد توفر بعض اللقاحات أو الإصابات حماية من المرض مدى الحياة، لكن في أغلب الأحيان، لا يوجد هذا النوع من الخلايا بكثرة في الجسم إلا إذا غزا مسبب الأمراض الجسم مرة ثانية.
ولهذا تعد الجرعة الثانية وسيلة لتعريض الجسم مرة أخرى للمستضدات، أي الجزيئات الموجودة على مسببات الأمراض التي تثير استجابة مناعية.
ويقول ألتمان: "عندما تحصل على الجرعة الثانية تزيد خلايا الذاكرة تي في الجسم، وكذلك الخلايا بي، وتنتج هذه الخلايا أجساما مضادة أكثر تخصصا".
وعند التعرض لنفس اللقاح أو مسبب الأمراض للمرة الثانية، تكتسب الخلايا بي المتبقية من المرة الأولى القدرة على الانقسام، ومن ثم ترتفع مرة أخرى أعداد الأجسام المضادة التي تدور في الجسم.
مناعة مضاعفة
وفي نفس السياق، يقول امجد حداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، ليس هناك خطورة من اخد جرعة واحدة من اللقاح ولكن جرعة واحدة تعطي مناعة أقل من الجرعتين، فالحماية تزيد من الحصول علي جرعتين.
وطالب حداد المواطنين بالالتزام بأخذ جرعتين من اللقاح للحفاظ علي صحتهم من السلالات والمتحورات الجديدة للفيروس، لما لها من أهمية في تعزيز مناعة مضاعفة.
وأكد حداد علي أنه لا يوجد دليل علمي واحد حتى الآن، أن اللقاحات قادرة أو غير قادرة على مكافحة هذا المتحور، لكن كل الدراسات البحثية تفيد بأنها ما زالت قادرة على الحماية من المضاعفات.