مهرجان القاهرة السينمائي "المحلي"!
شاهدت بأثر رجعي افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي "الدولي".. وبعيدا عن الترويج -حتي ولو بغير قصد- لفكرة أساسية خبيثة يروج لها البعض مفادها (من صنعوا النهضة الفنية في بلادنا كانوا غير مصريين) إذ أن كل هؤلاء تقريبا مصريون أبا عن جد.. تعلموا العربية وتحدثوا بها.. عرفوا ثقافة شعبنا وعاشوا مع أبنائه وتعلموا وعملوا معهم وتزوجوا من مصريين ومصريات ومنهم من عانى معاناة مرة حتى وصل بجهده وكفاحه لما وصل اليه..
بل بلغ بأحدهم -بيرم التونسي- أن يعبر عن الشارع المصري والحارة المصرية أكثر من مصريين تمتد جذورهم علي أرضنا ألف عام! ولم يعان مصريا واحدا من أحدهم.. هذا فضلا عن عبقرية المكان التي تجعل من ولدوا في أماكن أخري يبدعون هنا ويجدون في بلادنا وجودهم ومواهبهم وعطائهم وإلا ما تركوا أرضهم وجاءوا إلي هنا !
نقول.. أنه وبعيدا أيضا عن مغزى فقرة خالد الصاوي وعلي ربيع إلا لو كان المقصود منها تقديم الرباعي يسرا وإلهام شاهين وليلي علوي ولبلبة ولا نعرف لماذا هذا الرباعي تحديدا رغم وجود ضيوف آخرين.. إلا أن يلفت نظرنا فيما شاهدناه أن وجها أجنبيًا واحدا لم يظهر طوال الإحتفال!! رغم أن المفترض أن مساحة الضيوف حتى من الأشقاء العرب باعتبار وجود دول عربية متقدمة سينمائيا كتونس وسوريا والمغرب والجزائر مثلا تكون كبيرة وملفتة وتعطي إنطباع المهرجانات الدولية وتمنحنا ما يفيد وجود "السينما العالمية" بالمهرجان وأن صناع هذا الفن موجودون في بلادنا وضيوف علينا كما أن بلادنا مفتوحة لعشرات المناسبات الكبري حتي تنظيمنا لمؤتمر المناخ بعد أشهر!
باختصار.. طعم "الدولي" غاب عن حفل الإفتتاح.. نأمل تدارك الأمر في حفل الختام.. ولم يزل ممكنا ذلك مع الوقت المتبقي.. المهرجانات من صور القوى الناعمة.. ولا يصح تمثيل مصر إلا علي أروع ما يكون !!