كيف حول الإسلاميون ثورات الربيع العربي إلى نكبة كبرى؟
يشعل الإسلاميون صراعات صفرية على الانتخابات والتغيير، يستشعر الجميع رغبتهم في إفساد كل شيء لايشاركون فيه أو ينازعهم على الحكم والسلطة، الديمقراطية تكون مطلوبة عندما تأتي بالتيارات الدينية، لكن بدونهم شر مستطير يجب إيقافه أو تدميره، هكذا هي قصة الإسلاميين مع المنطقة منذ عشر سنوات.
تمزيق دول الربيع العربي
يقول على الحازمي، الكاتب والباحث أن الثورات العربية أحدثت تبعات نعيشها حتى هذه اللحظة والفضل للتيارات الدينية، فحتى الآن لم تنتج ثورات الربيع العربي إلا مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية متواضعة جدًا لمنطقة الشرق الأوسط لا تتناسب مع حجم التضحيات التي مزقت تلك الدول.
وأضاف: حول الإسلاميون الربيع إلى شتاء قارس ولا تزال الظروف التي أدت إلى انتفاضات الربيع العربي قائمة في بعض الدول، لافتا إلى أن الانهيارات الاقتصادية لدول الربيع العربي أدت إلى تصاعد عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وارتفاع التضخم وانخفاض حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية بسبب زيادة المخاطر.
تابع: زادت البطالة والفقر، وقيّدت بشدة قدرات الدول على تمويل الخدمات العامة مع زيادة الإنفاق الدفاعي للحكومات، وتراجع حجم ومهارات القوى العاملة، وشكل الموت والتهجير الذي وصل إلى أكثر من 20 مليون نازح والإعاقة تراجع الناتج الاقتصادي بأكثر من 16%.
صراعات بلدان الربيع العربي
وأوضح الباحث أن الصراعات داخل البلدان، دُمرت البنية التحتية وزاد مستوى البطالة لأرقام مخيفة في العديد من الدول، وفقًا لمنظمة العمل الدولية التي أكدت ارتفاع مستوى بطالة الشباب في دول الربيع العربي على مدى السنوات العشر الماضية، من 31 % في عام 2011 إلى أن وصلت مستويات 39 % في عام 2020.
وأضاف: خلال الحروب الأهلية يميل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي السنوي إلى التباطؤ ما بين نقطتين إلى خمس نقاط مئوية في المتوسط، ولكن ما حدث خلال الربيع العربي تجاوز كل ما هو متعارف عليه، فالنمو في سوريا تقصلص بنحو 16 نقطة مئوية سَنَوِيًّا في المتوسط، وتقلص الاقتصاد اليمني بنحو 40% وانكمش الاقتصاد الليبي بنحو 15% سَنَوِيًّا، حتى الناتج المحلي الإجمالي للفرد انخفض بمستويات أكبر مما هو متعارف عليه.
دمار على المستوى البعيد
اختتم: أثر الجوع والأمراض والإعاقة المرتبطة بالحرب على رفاهية الأطفال وقدرتهم المستقبلية على المساهمة في النشاط الاقتصادي، ومن المرجح أن الضرر الاقتصادي سيكون كبيرًا على المدى الطويل عندما يصبح أطفال اليوم غير قادرين على المشاركة في سوق العمل إما بسبب بعض الإعاقات التي تعرضوا لها خلال تلك الحروب أو عدم امتلاكهم للحد الأدنى من المهارات اللازمة التي تمكنهم من الانخراط في سوق العمل بسبب تركهم لمقاعد الدراسة.