ما المقصود بحسن المعاملة فى الإسلام
هناك تركيز واضح في الشريعة الإسلامية على حسن المعاملة بين الناس، حيث ان التعامل بين البشر هو ما يميز الإنسانية، وجاء الإنسان ليجعل المعاملات الحسنة ضمن منظومة شاملة تقوم على أساس الأخلاق بدأها بتكوين الرسول عليه السلام الذى يحمل رسالة الله للناس فقال له (وإنك لعلى خلق عظيم ) ومن هنا حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمات لضبط السلوك الانسانى حيث قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فكيف يكون التعامل في الإسلام؟
الدكتور الجندى يجيب
يقول الدكتور محمد الشحات الجندى أستاذ الشريعة والأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية: أن الإسلام أرسى أسسا وقواعد تعد من ركائز فى السلوك الانسانى وفن التعامل مع من نعرف ومن لا نعرف، وبين المسلمين بعضهم البعض، وفيما بين المسلم والآخر.
ومجمل هذه الآداب والسلوك الانسانى تشكل ثقافة احترام وقبول الآخر والتعاون معه في إطار ما يحقق السلام النفسى والاجتماعى على نحو يؤدى إلى إزالة التوترات ومنع الاحتقان والاختلاف في الرأي والرؤى على أساس ان الإسلام هو دين السلام، جاء ليضع قواعد مثلى قابلة للتطبيق، وتخاطب الوجدان والعقل وهى أفعل وسيلة لقبول الآخر والتلاقى معه لما فيه تحقيق الخير.
وأول هذه الركائز هي حسن معاملة الناس وآداب التعامل التي تشكل غاية أساسية ينبغي ان يحرص عليها المسلم عندما يتعامل مع بنى وطنه ودينه ومع الآخرين.
قال الله تعالى (وقولوا للناس حسنى) فهذه الآية الكريمة تعد دستورا لفن التعامل وآداب الحوار مع الآخر وهو ما يعرف في العصر الحديث بالاتيكيت.
التسامح فى المعاملة
وفى هذا الخصوص يدعو الإسلام إلى أن يكون المسلم مبشرا بقيم التسامح ومبتعدا عن التجهم والعبوس مع من يحب ومن لا يحب، وهو ما يشير إليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) بل هو مجمل الرسالة الإسلامية التي جسدها قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقوله صلى الله عليه وسلم: وخالق الناس بخلق حسن".
الأدب الراقى فى المعاملة
وكل هذا براهين على أن المسلم ينبغي أن يكون على مثل هذه النماذج المضيئة للسلوك الإسلامي والتي كانت من معالم الحضارة الإسلامية وقت تسيدها وسموها على بقية الحضارات.
بل إن هذا الأدب الراقى والسلوك الإنساني السليم في التعامل يبلغ مداه ليس في مجرد البشاشة والبشر والسرور الذى ينبغي أن يظهر على ملامح المسلم ويشكل سلوكه كله بل تمتد الى باقى الأصول والآداب الإسلامية التي تقوم على الود مع الغير والتسامح واللين والقبول الى غير ذلك من الآداب الرفيعة التي تشمل التعامل في أمور المعايش والدنيا.