نماذج من «الهدى النبوي» في المعاملات
الهدى النبوى في التعامل كثيرا ولا يعد ولا يحصى فهو القدوة والاسوة الحسنة، ومع طغيان الماديات وتفلت الأخلاق ونحن نحتفل بذكرى مولده الشريف نتذكر كيف كان الهدى النبوى في السلوك اليومى ؟ يجيب فضيلة الدكتور عبد الفضيل القوصى عضو هيئة كبار العلماء السابق بالأزهر الشريف ووزير الأوقاف السابق فيقول:
الهدى النبوى أكثر من أن يحصى ونذكر منها ثلاثا أولا أدبه عليه السلام في الطعام:فما عاب النبى صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه، وقد كان حياء النبى يجعله لا يعيب مباحا من الطعام ولا يذم من أصنافه موجودا ولا يتكلف مفقودا وكان يبيت الليالى طاويا وان تمر على بيوته الأهلة دون ان توقد فيها نار، ومع ذلك كان يدعو ان يكون قوت آل محمد كفافا ـ اى ما يكفيهم دون اسراف.
كان عليه السلام يتناول الطعام بأصابعه الثلاث فلا بإصبعين متأففا ولا بيده كلها مثلما يصنع الشره الأكول، وكان عليه السلام لا يأكل متكئا حيث لا استخفاف ولا استهانة بعطاء الله.
لقاء الود والرحمة
من الهدى النبوى ايضا ادب الاستقبال: فهناك ثلاث صفات كانت تميز استقبال النبى صلى الله عليه وسلم لجلسائه، كان اذا صافح الرجل أو صافحه الرجل لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذى سبق فينزع يده، ورغم كثرة المصافحين له والراغبين في تكرار مصافحته تيمنا وحبا فيه الا ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يسارع الى ان يقبض يده عمن يصافحه حتى لا يخدش شعوره او يقطع حبل الود الذى يؤلف بين القلوب.
وكان اذا جلس لايرى مقدما ركبتيه بين يدى جليس له فحاشاه ان يجلس جلسة المتكبر حتى انه نهى أصحابه عن ان يظلوا ماثلين وقوفا بين يديه حين يكون جالسا.
الابتسامة على الوجه
ومن الهدى النبوى أدب التبسم: فحين ينطوى باطن امرئ على قدر من الرحمة فإن أثر تلك الرحمة يبدو ظاهرا في طلعته بشاشة في الوجه وطلاقا في المحيا وابتسامة في الثغر ويبدو اثر ذلك في الرحمة في تعامله مع الخلق حنوا ومواساة لهم وتعاطفا معهم، فما ظنك بمن خاطبه ربه بفوله ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )
ويقول احد أصحاب رسول الله "ما رأيت أحدا اكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وآخر يقول كما رآنى رسول الله منذ اسلمت الا تبسم في وجهى، ولئن كان الغالب على النبى التبسم الا انه كان يضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه.