بعد ظهور أوميكرون.. الصحة العالمية تطالب الدول بالترصد والاكتشاف المبكر للإصابات
أكد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط ضرورة الحفاظ على جميع التدابير فعالة ضد فيروس كوفيد-19، في ظل ظهور متحور اوميكرون مع توسيع نطاق تطبيقها، ومنها تلقي اللقاحات، وارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد البدني، وتنظيف الأيدي، وضمان التهوية الجيدة للأماكن المغلقة. ويجب أن نعمل وفقًا لمبادئ الشفافية، والتضامن، والإنصاف.
وطالب المنظري، من جميع الدول الأعضاء تعزيز ترصُّد المرض حتى تتمكن من الاكتشاف المبكر لحالات كوفيد-19 المحتملة الناجمة عن التحور أوميكرون، والاستجابة السريعة لها. ويجب الانتباه إلى حالات الإصابة الجماعية الجديدة بكوفيد-19، والتقصي عنها سريعًا. ومن المهم أيضًا توسيع نطاق الاختبارات، بما في ذلك إجراء تسلسل الجينوم الضروري لاكتشاف التحورات الجديدة.
كما أن تبادل المعلومات حول التحور مع منظمة الصحة العالمية أمر حيوي حتى نتمكن جميعًا من تتبع تطور انتشاره في البلدان، والأقاليم، والعالم.
وينبغي أن نتفكر أيضًا في الأسباب المحتملة لظهور تحورات جديدة. فمن هذه الأسباب انخفاض التغطية بالتطعيم مما يسمح للفيروس بالاستمرار في الانتشار والتحور. ومما يدعو للأسف أن استمرار عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات لا يزال من السمات الأبرز والأكثر إثارة للقلق في الاستجابة الدولية لهذه الجائحة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاوتات هائلة في التغطية بالتطعيم في جميع أنحاء العالم. ومما لا شك فيه أن البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط هي الأقل تغطيةً بالتطعيم. وفي ظل هذه الظروف يكون خطر ظهور التحورات أكبر ما يكون. وفي إقليمنا، لم تصل تغطية التطعيم بعد إلى 10٪ في سبعة بلدان.
وينبغي أن نشعر جميعًا بالقلق إزاء حقيقة أن أكثر من 80% من لقاحات كوفيد-19 في العالم قد ذهبت إلى بلدان مجموعة العشرين، في حين أن البلدان المنخفضة الدخل، ومعظمها في أفريقيا، قد تلقت 0.6% فقط من مجموع اللقاحات. فكلما طال أمد أوجه الإجحاف هذه، زادت فرص ظهور مزيد من التحورات، وطال علينا جميعًا الوقت الذي سنضطر خلاله أن نتحمل هذه الجائحة بعواقبها الجسيمة على الصحة العامة، وعلى الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، حقًا، لن يكون أحد في مأمن من الخطر حتى ينعم الجميع بالأمان.