ذكرى ميلاد بشارة واكيم.. القبطى الذى حفظ القرآن بمعانيه.. و"شنبه" سر طرده من المنزل
ابن مدرسة الفرير بالخرنفش وكان يجيد اللغة العربية والفرنسية، حفظ القرآن بمعانيه وكانت له مقولة (من يريد أن يتثقف في اللغة العربية عليه أن يحفظ القرآن ويتفهم معانيه)، درس الفنان بشارة واكيم الحقوق لكنه كان عاشقا للتمثيل وعهد إليه يوسف وهبى وفاطمة رشدى بترجمة العديد من الروايات الأجنبية التي قدمت على مسرحهما.
ولد بشارة واكيم عام 1891 من أسرة ذات جذور لبنانية وأقام حياته كلها حتى رحل في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1949 ببيت العائلة الكائن 30 شارع شبرا، تخرج في كلية الحقوق وعمل محاميا في المحاكم المختلطة، لكنه عشق التمثيل وانضم في بدايته إلى فرقة جورج أبيض ومنها إلى فرقة عبد الرحمن رشدى حيث قدم على مسرحها مسرحية "شمشون ودليلة" أمام منيرة المهدية ومن ألحان داود حسنى.
طرد من منزله بسبب الشنب
اضطر بشارة واكيم إلى حلق شنبه حتى يسهل عليه الماكياج في المسرح واعتبر شقيقه الأكبر ذلك ينتقص من رجولته وأيضا أنه يعمل مشخصاتى فطرده من البيت فأصبح يبات في المسرح.
تنقل بين الفرق المسرحية وقدم 27 مسرحية منها: دوره في مسرحية "الدنيا على كف عفريت " تاجر الصابون مع نجيب الريحانى، كما قدم دور الشيخ ينسون في مسرحية “الدنيا جرى فيها إيه ”، كما قدم مسرحية "الغندورة" مع منيرة المهدية أيضا.
كانت بداية بشارة واكيم في السينما مع أمين عطالله في فيلم "الباشكاتب " عام 1923 إخراج محمد بيومى، ثم قام بإنتاج أول أفلامه الطويلة وهو "ابن الشعب " عام 1934 مع سراج منير وميمى شكيب ثم بعده فيلم الغندورة في دور جحا أمام منيرة المهدية واصبح قاسما مشتركا في أغلب أفلام مرحلة العشرينات وحتى الأربعينيات.
أدوار بشارة واكيم
جمع بين الكوميديا والدراما في أدواره، وبرع في أداء أدوار الباشا في ليلى بنت الأغنياء، ومثل دور الفقير المعدم في فيلم "ليلة الجمعة" وقدم دور الثرى اللبنانى في فيلم "لعبة الست " مع تحية كاريوكا، وعنبر، عروسة للإيجار، نداء القلب، رصاصة فى القلب، سكة السلامة، الطريق المستقيم، الماضى المجهول، غرام وانتقام، طلاق سعاد هانم، غنى الحرب، ملاك الرحمة وغيرها وفاز بجائزة نظارة المعارف لتفوقه في أدوار الدراما عام 1926،
رفض الزواج لأنه مشخصاتى
امتنع عن الزواج حينما رفض والد إحدى قريباته تزويجها له لأنه "مشخصاتي"، وليس عاملا بالمحاماة فأضرب نهائيا عن الزواج وعاش عازبا مع شقيقته بعد وفاة زوجها في شقة شبرا حيث أشرف على تربية أولادها حتى كبروا، وتوفى بعد تاريخ حافل من المسرحيات والأفلام السينمائية.
ذكريات شادية مع بشارة
وفى ذكريات شادية وضمن مذكراتها كتبت عن بشارة واكيم تقول: في أحد الأفلام التي اشتركت فيها مع المرحوم بشارة واكيم فى أول فيلم قدمته للسينما وهو "العقل في إجازة" عام 1947 عن قصة يوسف جوهر وإخراج حلمى رفلة، كان على أن أمثل مشهدا مع بشارة واكيم أبكى خلاله على حظب السيئ، لكن لأنه كان شخصية كوميدية للغاية .
كنت في كل مرة أندمج في التمثيل وتبدأ الدموع تنهمر من عينى، وفجأة أغرق في الضحك الشديد "فيبوظ "المشهد.. ويغرق في الضحك أيضا محمد فوزى بطل الفيلم وكان سبب ضحكى هو المرحوم بشارة واكيم.. وكان مفروضا أن يمثل أمامي مشهدا جديا حزينا، وبالرغم من أنه كان يأتى بحركات الدراما إلا أن نزعته الفكاهية تتغلب عليه في بعض مواقف المشهد فيقوم بحركات تثير الضحك، وكنت لا أستطيع أن أقاوم هذا الضحك، ولذلك تكرر تصوير هذا المشهد عشرين مرة وفى المرة الأخيرة ترك بشارة نفسه على طبيعتها دون أن يتكلف تمثيل الدراما، وبهذا تم تصوير المشهد أمام هذا المعلم العملاق.