39 سنة على رحيل يوسف وهبي.. ابن الباشا الذي أصبح عملاق المسرح | صور
يوسف وهبى قصة كفاح طويلة فيها الانتصارات وفيها الهزائم، هو عملاق المسرح وعميده وأطلق عليه الجمهور والنقاد لقب فنان الشعب، وتبرأ والده منه بسبب إصراره على التمثيل وهو الابن السادس لمفتش عموم الرى فى مصر عبدالله باشا وهبى، ولد بمحافظة الفيوم عام 1898 على بحر يوسف وسمى باسمه.
بدأ يوسف وهبى ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 1982 ـ مشواره فى صباه بتقديم المونولوجات الغرامية في مجالس العمد ببلدته ثم عمل ممثلا فى فرقة حسن فايق ثم فرقة عزيز عيد المسرحية التى قدم لها مسرحية حنجل بوبو،وكتبت عنه الصحف انه ابن الباشا الذى اصبح مشخصاتى،
أرسله والده إلى ايطاليا للدراسة لكنه اتجه الى دراسة الإخراج مع محمد كريم ـ الذى عمل بالاخراج فيما بعد ـ حتى تخرج من معهد التمثيل فى ميلانو وتتلمذ على يد الممثلين الايطاليين واشهرهم كيانتونى.
عاش الف عام
ويحكى يوسف وهبى في مذكراته التي وضعها بعنوان ( عشت ألف عام ) عن بداياته فيقول:
نقل أبي بمن الفيوم إلى القاهرة وسكنا بشارع الهدارة بعابدين والتحقت بمدرسة عابدين الابتدائية، وهناك التقيت بزميل الطفولة محمد كريم وكان من هواة مشاهدة السينما وبدأنا نمارس هوايتنا في مشاهدة الأفلام في داري سينما إيديال وأوليمبيا بشارع عبد العزيز وكان سعر التذكرة قرش صاغ واحد.
ونلت الشهادة الابتدائية والتحقت بالسعيدية الثانوية فكان لقائي الأول مع مختار عثمان وعزيز أباظة وفكري أباظة ومحمد صدقي الذي قاد أول طائرة من أوروبا إلى مصر وبدأت نشاطي الفني من خلال السعيدية بإلقاء بعض المونولوجات التي كنت أؤلفها ليبدا بعد ذلك مشوارى مع المسرح والسينما.
وعندما عاد اشترك فى تمثيل فيلم "زينب "الصامت عام 1929 وهو ثامن فيلم فى تاريخ السينما، كما قدم للسينما أول فيلم ناطق باسم "أولاد الذوات " عام 1932 ليتبعه بسلسلة طويلة من الأفلام سواء كانت من تأليفه أو إخراجه أو تمثيله،واشتهر بجمل كثيرة لازمته "ما الدنيا الا مسرح كبير " ،"ياللهول.
وبعد تقديمه فيلم "غرام وانتقام "منحه الملك فاروق لقب البكوية، واشتهر بجمل كثيرة لازمته "ما الدنيا الا مسرح كبير " ،"ياللهول"، وضع لحن اغنية اسمهان (أنا اللى أستاهل كل اللى يجرالى ) ومازال هذا اللحن ينسب الى الملحن اللبنانى فريد غصن ولحن اغنية لنور الهدى نسبت ايضا إلى فريد غصن ثم لحن مونولوج قيل بعد ذلك انه من الحان سيد درويش، وفى هذا يقول ( عزائى الوحيد ان سيد درويش لم يعلن يوما انه صاحب اللحن.
وبعد وفاة والده باع ميراثه واشترى دار سينما راديو بعماد الدين وشيد عليها مسرحا اسماه مسرح رمسيس عام 1933، وبالاشتراك مع احمد علام،حسين رياض، روز اليوسف، منسى فهمى، امينة رزق، زينب صدقى، فاطمة رشدى، وقدم من خلاله العديد من المسرحيات كان أولها مسرحية المجنون وتلتها مسرحيات الذبائح، لوكاندة الانس، غادة الكاميليا،الانانية والشرف، الدم والستر، راسبوتين، كرسى الاعتراف ،
وتولى إدارة الفرقة القومية منذ انشائها ـ المسرح القومى حاليا ـ وهجر المسرح نهائيا فى اواخر الستينات بعد ان ترك 392 مسرحية اخرج منها 250 مسرحية وكتب منها 60 رواية.
في آخر أدواره على المسرح كما كتبت الصحفية آمال بكير كانت جملة واحدة في دور صغير بآخر مسرحيات عبد الرحمن الشرقاوى ثأر الله والحسين ثائرا في دور وحشى قاتل حمزة عم النبى ( وقتلت حمزة في “أحد ”ودخلت الإسلام ولم يصافحنى رسول الله ).
المسرح مهنة محترمة
ويقول يوسف وهبى في آخر حوار له بمجلة الموعد عام 1980: انه راض كل الرضا عن مشواره الفني، كما أن مهنة التمثيل لا تقل عن أي مهنة أخرى والمسرح مهنة محترمة يجب احترامها، ويتعجب من أن أحد الممثلين كان قد مثل أمام إحدى المحاكم في مصر، ورفض القاضى شهادته ووصفه أنه مثل الأراجوز لا تقبل شهادته أمام المحاكم ـ يقصد الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد.
تكريمات متعددة
حصل يوسف وهبى على تكريمات عديدة منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960، وجائزة الدولة التقديرية في 1970 التي سلمها له الرئيس جمال عبد الناصر ثم حصل على جائزة الدولة التقديرية مرة ثانية والدكتوراة الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات،كما منحه بابا الفاتيكان وسام "الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية"، كأول مسلم يحصل عليه.