«خطة شيطانية» لإضعاف الجيش المصري.. مخطط أمريكي لتخفيض التسليح بنحو 3 مليارات دولار.. ثورة «30 يونيو» كشفت مؤامرة إخراج مصر من محيطها برعاية «إخوانية».. «الجماعة
توقع بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الجماعات التي وصفها بـ"التكفيرية" في مصر بعمليات تخريبية كالاغتيالات والتفجيرات، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، كما توقع أن تتركز هذه الاعتداءات ضد الجيش المصري وقوات الشرطة.
وبين أبو شريف أن عددا من الأسرار الخطيرة سيكشف عنها قريبا مثل قيام الولايات المتحدة بدفع 40 مليون دولار لحملة مرسي الانتخابية، وما دار بين وفد قيادة "الإخوان المسلمين" والمسئولين الأمريكيين في السفارة الأمريكية على مدى سبع ساعات قبل انتخاب محمد مرسي، وسر حقائب الأوراق المالية التي حملها معه رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم للإخوان المسلمين في مصر، وشحنة السلاح التي وصلت للإخوان المسلمين بعلم وموافقة مرسي تحت بند "خردة".
وقال أبو شريف: إن تحرك الجماهير العربية في مصر جاء في اللحظة المناسبة لمنع توريط الجيش المصري في المؤامرة ضد سوريا.
واعتبر أن مصر تواجه الآن مرحلة دقيقة وحرجة، إذ أن كافة الدول التي مولت ودعمت المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف شطب القضية الفلسطينية وشل كل القوى العربية القادرة على الصمود والتصدي لهذا المخطط، سوف تبدأ بمحاصرة الوضع الجديد وذلك على ضوء توقعاتها من أن الجماهير العربية في مصر سوف تنتخب قيادة ذات ارتباط قومي عربي وملتزمة بالتصدي للتوسع الصهيوني.
وأشار أبو شريف إلى أن الولايات المتحدة ستبدأ بحملة عنوانها رفض الانقلاب العسكري، لذا يجب الإسراع في إجراء انتخابات ديمقراطية تعيد لمصر مكانتها وموقعها وموقفها.
وتابع أبو شريف أن الولايات المتحدة ستبدأ بالضغط على الجيش المصري عبر تخفيض تدريجي في التسليح الذي تعتمد عليه مصر وتصل قيمته قرابة ثلاثة مليارات دولار.
وكشف "أن بعض الإجراءات الأخرى قد بدأت مثل وقف التسهيلات المصرفية الدولية ووقف فوري لبحث طلبات مصر لقروض من بنوك مركزية وأوربية، إلا أن المشكلة الأكبر ستكون مشكلة تسليح الجيش وذخائر أسلحته".
واعتبر أبو شريف" أن الجماهير العربية في مصر كشفت المؤامرة التي دبرت لإخراج مصر العظيمة وجيشها البطل من الإطار الواسع للصمود والتصدي في وجه الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية على الشرق الأوسط ومقدراته، ورأت ترابط المواقف التي اتخذها مرسي مع مجمل المخطط التآمري الذي يستهدف الأمة العربية وقضية فلسطين"، على حد تعبيره.
وقال أبوشريف إن "المصريين لمسوا أن مرسي الذي رهن مصر لبنوك الغرب كما كانت قبل تأميم قناة السويس، لا يعير التوسع الصهيوني وامتداد الاستعمار الاستيطاني على أرض فلسطين ولا يعير تهويد القدس والخليل أي اهتمام، لا بل يصمت وكأنه ضالع في هذا المخطط".
وأضاف: "ليس هذا فحسب بل قام بكل وضوح بقطع العلاقات مع سوريا وفتح الباب أمام المصريين المتطرفين (التكفيريين) للتوجه إلى سوريا للقتال واعتبر كما يعتبر التكفيريين أن العدو الصهيوني ليس هدفا بل حث على الجهاد للهيمنة على سوريا وليس لتحرير القدس الشريف، وهذا يتنافى مع تاريخ مصر وارتباطها العفوي عربيا وتصديها لإسرائيل في كل المراحل وآخرها حرب أكتوبر التي انزلت بالعدو الإسرائيلي هزيمة كبيرة ".
واعتبر أبوشريف أن الترابط بين ما اعتبره "صمود سوريا في وجه المؤامرة" وبين إسقاط الجماهير العربية المصرية لمرسي والتكفيريين هو ترابط متين ومباشر.
وبين أن "هذه بداية مواجهة كبيرة وشاملة في المنطقة ضد مخطط واشنطن - تل أبيب، لتمكين التكفيريين أو الذين يستخدمون ويسخرون الدين لأغراضهم السياسية من الهيمنة على المنطقة والانصياع لاملاءات تل أبيب وواشنطن"، كما قال.
واعتبر أبوشريف أن لعبة الحرب الباردة التي استعادة حرارتها وفاعليتها في سوريا بدأت تلوح تباشيرها في مصر، لافتا إلى أنه "لأول مرة منذ زمن بعيد تخرج روسيا بتصريح رسمي حول ما يدور في مصر مطالبة كافة الأطراف بضبط النفس والاحتكام للانتخابات".
وكشف أبوشريف عن أن روسيا أرسلت خلال هذا الشهر عدد كبير من خبراء المنطقة والمتخصصين في شئون مصر، لمراقبة تطور الوضع في مصر عن كثب، مضيفا أن روسيا لم تعد تراقب ما يدور في الشرق الأوسط دون أن يكون لها دور فاعل، وأنها أصبحت الآن، مرة أخرى اللاعب الرئيسي أمام اللاعب الأمريكي الإسرائيلي الذي استفرد في المنطقة.
وقال أبو شريف إن العراق، بعد اخراجه من أسر البند السابع، لم يبحث في موسكو صفقة السلاح فقط بل مجمل الأوضاع في المنطقة وما تتعرض له من تآمر.
وكشف عن أن روسيا والعراق متفقتان على التحليل والخلاصات، وتوقع أن تزداد الضغوط الإسرائيلية على الحدود، وارتكاب اعتداءات ضد الجيش والشرطة المصريين.
وأضاف:"لن يخدعنا السيد هولاند، الذي يلعث في الشرق الأوسط بحثا عن فتات الموائد، فقد بحث مع النظام التونسي موضوع مصر وأمور لوجستية تتعلق بليبيا ومصر".
واعتبر أبوشريف أن البوصلة الفلسطينية هي البوصلة الحقيقية التي تشير للهوية السياسية لأي طرف، فمن وقف إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وانضوى تحت لواء مقاومة الاحتلال ورفض التوسع الإسرائيلي، هو طرف وطني وقومي ومقاوم للمشاريع الاستعمارية.
وأضاف: "مقابل البوصلة التي حددت موقع مرسي، لا بد أن يأتي رجال مخلصون كعبد الناصر تكون بوصلتهم متوجهة فقط نحو التحرير والتحرر والعدالة والديمقراطية".
وكشف أبوشريف أن مرسي اتفق مع الاسرائيليين لنقل أسلحة مصرية للجماعات المسلحة في سوريا خاصة الأسلحة المضادة للدروع، وقامت إسرائيل بتمريرها لهم عبر الجولان وسمح مرسي لأكثر من مئة من أعضاء "التكفير"-على حد وصفه- بالتوجه لسوريا عبر بلدان عربية محيطة، وتوجهوا لسوريا ليقاتلوا في صفوف "المتآمرين" على وحدة وعروبة سوريا.
وفي سياق الأزمة السورية اعتبر بسام أبوشريف أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في إنهاء الأزمة السورية، وقال إن الأمور وصلت في الساحة السورية إلى حد اعتراف الولايات المتحدة المباشر وغير المباشر بفشل مخططها الذي ساهمت إسرائيل مساهمة أساسية في وضعه من أجل تفتيت سوريا.
وأشار أبوشريف إلى أن الأزمة السورية هي نموذج حي للحرب الباردة بين القطبين الكبيرين "روسيا والولايات المتحدة" والتي يحلو للبعض أن يسميها "الحرب الباردة".
وأضاف:" في الواقع هي حرب ساخنة جدا تتعارك فيها قوى على الأرض كل قوة منها تتلقى دعم قطب من القطبين الكبيرين، فالحرب الدائرة على الأرض السورية هي حرب بين القطبين دفاعا عن مصالح كل قطب منهما. فروسيا تدعم سوريا لمواجهة ودحر المخطط الأمريكي الذي يستهدف انهاء الصمود السوري ضمن المخطط العام لسحق أي نوع من الصمود العربي في وجه المخطط الصهيوني الموظف للمصلحة الأمريكية"، ولقد عبر بوضوح كل من الرئيس بوتين والرئيس أوباما عن هذا الأمر وحقيقة هذا الصراع أكثر من مرة".
وأضاف أبو شريف أن بوتين أعلن أكثر من مرة أنه لن يسمح بالقضاء على قوة الردع السورية وأن روسيا لن تقبل مطلقا بأن لا يكون لها ميناء تستخدمه أساطيلها على شواطىء البحر الأبيض المتوسط، والمعروف أن الميناء الوحيد الذي يمنح روسيا تسهيلات لأسطولها هو ميناء (طرطوس) السوري.
كما أن أوباما أعلن أيضا أكثر من مرة أن الولايات المتحدة تدعم المعارضة المسلحة وانها سمحت بتصدير السلاح لها كي تتمكن أمريكا من التفاوض بشكل متكافىء في مؤتمر جنيف وكي لا يكون لروسيا والحكومة السورية اليد العليا.
وقال أبو شريف: "نستطيع أن نقول بشكل مؤكد أن هذه النتيجة هي أول انتكاسة كبيرة للمخطط الأمريكي الإسرائيلي للهيمنة على كامل الشرق الأوسط عبر استخدام الإسلام كأداة لخدمة مصالحها ومصالح الأعداء".
واعتبر أبوشريف أن القوى التي تولت مقاليد الحكم في تونس ومصر سيست الإسلام أو أسلمت السياسة ووضعت الدين في كرسي الحكم ( وهذا ما ينهى عنه الإسلام كرسالة سماوية )، مشيرا إلى أن هذه القوى تحاول بعد سيطرتها على الحكم في تونس ومصر أن تسيطر في ليبيا واليمن والعراق وأن تبث الفوضى والدموية في دول كالامارات المتحدة والجزائر والجزيرة العربية.
ورأى أبوشريف أن "ما يجري على الأرض السورية هو محاولة تنفيذ مخطط وضعته إسرائيل وأمريكا بهدف شطب القضية الفلسطينية كليا في ظل بناء المستوطنات المتسارع وتهويد القدس الشريف ومثل هذا الهدف (أي شطب القضية الفلسطينية) يتطلب شطب أو شل كل القوى العربية القادرة على الصمود وربما التصدي مستقبلا لمثل هذا المخطط.
وتابع أبوشريف: "فالقضاء على الجيش المصري كأكبر قوة عسكرية عربية وتحويله إلى جهاز أمن داخلي هو هدف من أهداف المخطط الذي ينفذه في مصر ما يسمى إخوان مسلمين وهم في الحقيقة أعضاء في تنظيم أنشأه الاستعمار البريطاني تحت اسم (أخوية الإسلام)،وتحول إلى حجر رحا في لعبة الامم التي تمارس عبر الحروب الساخنة التي تسمى باردة بسبب الموقف الروسي الصلب الذي قرر وضع حد للهيمنة المتسارعة الأمريكية والصهيونية على المنطقة بأسرها بثرواتها (النفط) وأسواقها وموقعها الجغرافي".
وأشار أبوشريف إلى أن دولا عربية بالإضافة إلى إسرائيل ودول أوربية مولت الجماعات المسلحة في سوريا وقامت بتسليحها ظنا منها أن "العصابات المسلحة" -على حد وصفه- تستطيع أن تغير الأوضاع وتخضع سوريا للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
وتابع أبوشريف أن "المعارضة في سوريا لها مطالب حقة ولا بد من تلبيتها الا أن المعارضة الحقيقية الوطنية كانت وما زالت ضد اللجوء للسلاح وسفك الدماء لأنها تعلم أن اللجوء للسلاح هو ما يريده الأعداء وهو المخطط الصهيوني الأمريكي لتدمير الجيش السوري"،لذا فان الخط الواعي المتزن الذي اتبعته المعارضة السورية بالنضال السلمي الجماهيري لتحقيق الاصلاح هو الخط السليم.
وقال أبو شريف أن روسيا وأمريكا اعتادتا في مثل هذه الحالات أن "يلعبا" اللعبة "على المكشوف"، مشيرا إلى الضجة التي أثيرت حول تسليم روسيا صواريخ مضادة للطائرات من طرازs a 300 للقوات الجوية السورية وحتى الآن ليس واضحا لدى الكثيرين عما إذا تسلمت سوريا الصواريخ أم لا.
وأضاف: "الحقيقة أن صواريخ s a 300 تغطي الآن كامل الأراضي السورية وتشكل سلاحا رادعا لكن روسيا أبلغت الولايات المتحدة أن طواقم هذه الصواريخ هي طواقم تماما كطواقم صواريخ الباتريوت الأمريكية زرعت في المناطق المحيطة بسوريا ".
وتوقع أبو شريف أن يعقد مؤتمر جنيف خلال شهر رمضان وأن يكون هنالك حكومة انتقالية تهيئ الأجواء لانتخابات حرة لا قيود على من يشارك فيها.
كما اعتبر أبو شريف أن الصراع الآن محتدم لخلق أوضاع على الأرض في محاولة لترجيح كفة طرف على كفة الآخر ولذلك انهالت الأسلحة الثقيلة من الولايات المتحدة بتمويل سعودي قطري للمسلحين المعارضين، لكن كان بالإمكان القول أن المعركة على الأرض قد حسمت إلى حد بعيد ضد الجماعات المسلحة والفئات الدينية المتطرفة التي هرّبت إلى سوريا من بلدان مختلفة.