الطريق إلي الأقصر!
إصرار لا حدود له علي نفض الغبار الذي تراكم سنوات طويلة علي مكانتنا الأثرية والسياحية.. ليس من منطلق رد الفعل بأن تتضرر أثار أو مناطق أثرية كاملة، بفعل عوامل خارجة عن الإرادة، كالزلازل أو تبدل المناخ أو بفعل عوامل بشرية كالإهمال والفوضى.. إنما نفض الغبار من منطلق رؤية شاملة تستهدف إعادة أو حتي وضع مصر في المكانة التي تستحقها سياحيا وأثريا مع الحفاظ علي تراثنا الأثري الذي هو ملك للبشرية كلها !
ما نقوله في السطور السابقة بمناسبة احتفالية الأمس بالأقصر، وإعادة طريق الكباش التي لم تتم بالسهولة التي يتصورها أو قد تصورها البعض، بل تم أولا بإرادة مخلصة ،وتم ثانيا بقدرة علي إدارة الملفات الصعبة التي تحتاج إلي الحلم ،ثم إلي ما يدعم الأحلام من أفق في التخطيط الذي يحتاج إلي إدارة رشيدة للموارد، ومن الموارد إلي التخصيص السليم والكافي لإنجاز المهام، ثم القدرة علي ضبط المهام وإنجازها علي الوجه الأكمل..
وبينما يجري كل ذلك يتم قياس ما يسميه أهل الاقتصاد "الفرصة البديلة" وما إذا كان الإنفاق هنا أفضل أم إنفاقه هناك علي مشاريع أخري أفضل.. وهنا تأتي الرؤي الاستراتيجية طويلة الأهداف التي تري أن مستقبلا واعدا لهذا البلد في السياحة لا يقل عن مسارات أخري تستحق الاهتمام والإنفاق، وحازت علي الاهتمام والإنفاق كاكتشافات الطاقة والغاز تحديدا !
الطريق إلي الأقصر لم يكن سهلا ولا قصيرا، الموضوع طويل، يمر علي محطات عديدة منها -مثلا- الحرب علي لصوص التاريخ.. لصوص الآثار.. حرب بغير هوادة وسنتناوله بإذن الله الفترة القادمة كل المحطات ذات الصلة بالمكان والمكانة والرؤي والأحلام !